سوريا بعد الاجتماع الثلاثي في القدس

01.07.2019

كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول اجتماع القدس الأمني وتأكيد موسكو شرعية الوجود الإيراني في سوريا، وضرورة خروج القوات الأمريكية.

وجاء في المقال: حققت المشاورات التي انتهت الثلاثاء الفائت في القدس بين المسؤولين الأمنيين رفيعي المستوى، من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل، انتصارا في السياسة الخارجية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: لم يخف فرحته لأنه تمكن من الجلوس على طاولة المفاوضات مع ممثلي موسكو وواشنطن.

بحث المشاركون في الاجتماع عن أرضية مشتركة حول الأزمة السورية، بل وجدوها، كما قال رئيس الوفد الروسي، نيكولاي باتروشيف. إلا أن تصريحاته العامة تضاربت بحده مع ما أعلنه الجانب الإسرائيلي والأمريكي. الخلافات تخص إيران بالدرجة الأولى.

ففيما أكد جون بولتون رغبة الولايات المتحدة في "التخلص من القوات الأجنبية في سوريا"، وهذا يعني أولاً وقبل كل أحد إيران، لم يقل سكرتير مجلس الأمن الروسي أي شيء عن انسحاب القوات الأجنبية. لكن السياسيين والدبلوماسيين الروس أثاروا هذا الموضوع مرارا. بالنسبة لموسكو، السؤال الأكثر إلحاحا هو خروج القوات الأمريكية من سوريا، وليس القوات الموالية لإيران.

في روسيا، يتمسكون بالموقف المتمثل في أن  دعوة الإيرانيين من قبل القيادة السورية، تتيح لها أن تقرر وفق أي شروط ستتعاون مع طهران.

وقال باتروشيف: "نحن نتفهم مخاوف إسرائيل، ونريد أن تنتهي التهديدات القائمة ... وفي الوقت نفسه، يجب تذكر المصالح الوطنية للدول الإقليمية الأخرى".

تبدو كلمات نيكولاي باتروشيف كمطلب روسي أساسي من الولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا، وليس لإثارة إيران.

وهكذا، فسيكون أسهل على موسكو المناورة في المجال السوري. وقد حذر سكرتير مجلس الأمن الروسي شركاءه من محاولات "طرح طهران كتهديد رئيسي للأمن الإقليمي"، وأكد أن "إيران كانت ولا تزال حليفة وشريكة" لروسيا.

في الوقت نفسه، وعلى الرغم من الخلافات، أوضح باتروشيف أن جميع الأطراف كان لديها ما تتفاوض عليه. وفي نهاية كلمته، شدد على أن المشاركين في الاجتماع "التقوا من نواح كثيرة" في آرائهم، في المقام الأول على مسألة كيف يجب أن تكون سوريا في المستقبل. وقال: "سيكون علينا التحاور حول كيفية القيام بذلك".