كاتدرائية "الأربعين شهيد" تفتح أبوابها من جديد بحلب

02.04.2019

مع قطرات غيث من السماءوسواعد حلبية أتقنت الترميم والبناء، عادت صلوات القديسين لتعانق نداء مساجد المسلمين الذي مازال صداه يمتزج مع صوت أجراس الكنائس وهي تعانق السماء، راسمين بذلك لوحة جميلة تحكي قصةَ عشق ممزوج بحبر الإخاء والمحبة والوفاء.

بحضور رسمي وشعبي، أعيد افتتاح كتدرائية الأربعين شهيد بحلب وذلك يوم السبت الماضي 30-3-2019.

بعد أن تم الانتهاء من أعمال الترميم للمدخل الرئيسي للكنيسة إضافة إلى كتلة الجرس والأسقف والباحات ومع تلك الخطوة تكون المرحلة الأولى من أعمال الترميم قد انتهت.

وفي تصريح لوكالة سانا أوضح "شاهان ساركيسيان" (مطران أبرشية حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس) أن هذه الكاتدرائية تأسست في القرن الرابع عشر الميلادي ومع مرور الأيام تغير شكلها قليلا وخلال سنوات الحرب انهارت واجهتها الأمامية مع بعض الجدران، إنما بعد عودة الأمن والاستقرار إلى حلب بدأ في العام الماضي إعادة ترميم الكنيسة وماحولها وذلك بهدف إعادتها كما كانت عليه مع الحفاظ على هويتها العمرانية والتاريخية القديمة، حيث تم فتح الباب الغربي الذي كان مغلقا لأكثر من 200 عام بتلك الخطوات تكون الكنيسة جاهزة اليوم لبداية جديدة محتضنة صلوات القديسين وأدعيتهم التي ترجوا السلام الدائم لسورية".

من جهتها الدكتورة المهندسة هوري عزازيان عضو المجلس المحلي لمطرانية الأرمن الأرثوذكس قدمت لمحة تاريخية عن تلك الكاتدرائية موضحة أنها تقع ضمن الناحية الشمالية الغربية لقلعة حلب في حي الصليبة، تلك البقعة كانت في بداياتها منطقة مقابر مسيحية تحوي معبدا ومع القرن الخامس عشر تم توسيع المعبد للناحية الغربية فسمي هذا التوسع باسم "الأربعين شهيد" نسبة للشهداء الأربعين في مدينة سبستيا الذين ضحوا بدمائهم حفاظا على الديانة المسيحية.

وفي عام 1616 تم توسع الكنيسة باتجاه الشمال وذلك ببناء 3 هياكل كبيرة ومنذ ذلك الحين باتت كاتدرائية الأربعين شهيد المقر الأسقفي والإداري والروحي لأبرشية حلب وتوابعها.

وأضافت عازاريان قائلة "خلال الحرب على سورية تعرضت الكاتدرائية لقذائف الإرهابيين كما تضررت أجزاء من مبانيها وباحاتها والمتحف الكنسي والصالات لذا تم البدء بإعادة ترميمها العام الماضي عبر 4 مراحل لافتة إلى أن أعمال الترميم تمت بأياد وطنية حرفية خبيرة تم خلالها إعادة استخدام الحجر القديم في عملية البناء والتأهيل".

الجدير بالذكر أن أعمال الترميم في هذه الكاتدرائية مازالت مستمرة.. بهدف أن تستعيد ألقها العمراني والتاريخي ومكانتها الروحية لإقامة الصلوات والقداديس.. ولترسل من جديد رسائل حب وإخاء ودعاء مستمر بأن تبقى حلب رمزا للسلام والأمان والعيش المشترك.