بعد "الربيع الجزائري" يمكن لأوروبا إعطاء الضوء الأخضر للتيار التركي

09.03.2019

الجزائر على وشك تغيير النظام، بسبب الاستياء من احتمال تمديد حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

عمت الجزائر للأسبوع الثاني احتجاجات جماهيرية. خرج ما يصل إلى مليون شخص إلى شوارع المدن الرئيسية، وهذه هي أكبر المسيرات ليس فقط منذ ما يسمى "الربيع العربي" في عام 2011، ولكن أيضاً منذ حرب الاستقلال من فرنسا في منتصف القرن الماضي.

يثور الناس في المقام الأول بسبب قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاماً، بالدخول في ولاية رئاسية خامسة، وبعدها سيحكم لمدة ربع قرن. إن مواطني البلاد غاضبون ليس فقط من خلال بقائه المطول في السلطة، ولكن أيضاً بسبب حقيقة أنه لا يحكم الدولة فعلياً. لم يقدم بوتفليقة خطاباً رسمياً منذ عام 2013، عندما أصيب بسكتة دماغية. في السنوات الأخيرة، قضى وقتاً في المستشفيات الأوروبية أكثر من القصر الرئاسي، الذي تجمع حوله الشباب الساخطين. وفقاً لوسائل الإعلام المحلية، فإن الزعيم الجزائري الآن في جنيف، وحالته تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

الظروف الاجتماعية والاقتصادية أضيفت على هذه القضية السياسية. على الرغم من أن الجزائر بلد غني جداً ويحتل المرتبة السابعة من حيث احتياطي الغاز والخامسة عشرة من حيث احتياطي النفط في العالم، فإن انخفاض أسعار "الذهب الأسود" قد دمر اقتصادها. البطالة ترتفع في البلاد. لا يمكن تشغيل نصف الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً. لا تكمن جذور هذه المشكلة في حالة الطاقة فحسب، بل في الفساد أيضاً. وفقا لصحيفة الجزيرة، على مدى السنوات العشرين الماضية، كسبت الجزائر ما يصل إلى تريليون دولار من مبيعات الطاقة، لكن 300 مليون منها على الأقل لم يتم تسجيلها.

في هذه الحالة، من السابق لأوانه القول إن وزارة الخارجية هي وراء الاضطرابات في الجزائر. على الرغم من أنه بعد الإطاحة بالنظام في مصر وليبيا وتونس، فإن الأمريكيين يودون أن يحضروا الأنظمة الموالية إلى السلطة هناك. ومع ذلك، تواجه هذه النوايا حقيقة قاسية.

إن امتناع بوتفليقة عن الرحيل قد يؤدي إلى زيادة العنف. الفوضى المحتملة خطيرة في المقام الأول بالنسبة للعالم القديم. تقع البلاد على مشارف إسبانيا وإقليم سردينيا الإيطالي، وقد تصبح "البوابة الثانية" بعد ليبيا للمهاجرين من أفريقيا. عدم الاستقرار يهدد أوروبا وانقطاع إمدادات الغاز، وهذا يؤثر بشكل مؤلم على اقتصادات إيطاليا وإسبانيا.

من الإيجابي في هذه الحالة، أنه لا يمكننا إلا أن نفترض أنه بعد "الربيع الجزائري"، قد لا يكون تزويد أوروبا بالغاز من " نورد ستريم" واحد كافياً، وهذا يمكن أن يعطي الضوء الأخضر إلى تمديد التيار "التركي".