لمصلحة من التصعيد في سوريا
وقع يوم الاثنين الماضي هجوم على قاعدة "تيفور" الجوية السورية الواقعة بين تدمر وحمص. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم كان من قبل القوات العسكرية الإسرائيلية. تم إطلاق 8 صواريخ بواسطة طائرتين إسرائيليتين من طراز F-15 من لبنان. ودمرت القوات السورية خلال الاشتباك خمسة صواريخ موجهة، وثلاثة وصلت إلى الجزء الغربي من المطار.
توجد في هذه القاعدة الجوية قوات سورية وروسية وإيرانية. وتفيد التقارير أن 14 عسكرياً راح ضحية هذا الهجوم.
عقدت روسيا اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي في اليوم التالي حول موضوع تهديد السلم والأمن الدوليين.
كانت الولايات المتحدة على الأغلب تعلم بشأن هذ الهجوم مسبقاً.
ومن المفيد بالنسبة لإسرائيل أن تقوم بغارة من الأراضي اللبنانية حيث لا يوجد دفاع جوي. وكانت كل الضربات تقريباً التي ألحقتها تل أبيب بسوريا عبر الأجواء اللبنانية.
يوجد بالإضافة إلى القوات السورية في قاعدة "تيفور" الجوية، قوات روسية وإيرانية. وشكل هذا الهجوم ضربة للقوى المعارضة لأمريكا. وتحاول إسرائيل بشكل دائم عرقلة العلاقات الروسية مع إيران. وتنظر السلطات الإسرائيلية إلى إيران وسورية وحزب الله في لبنان، الذين يخوضون حرباً في لبنان وسوريا، على أنهم أخطر المعارضين لها في المنطقة.
وتحاول القوات الغربية باستمرار تعقيد العلاقات ومنع التحالف بين موسكو وأنقرة وطهران، كما تحاول استفزاز تركيا باستمرار، خاصة في منطقة عفرين.
تم إطلاق سراح حوالي 140 مدنياً من أسر الإرهابيين وتم إحضارهم إلى دمشق. فقد تم إطلاق سراحهم مباشرة بعد أن سيطر الجيش السوري على مستوطنة الريحان التي كانت خط الدفاع الأول عن دوما. ويلاحظ الخبراء أن السيطرة على منطقة الريحان والإفراج عن السجناء، كان علامة على أن الجيش السوري سيسيطر على جنوب سوريا، والجنوب هو منطقة مصالح إسرائيل.
ويذكر أن دوما تُعتبر آخر جيب للإرهابيين بالقرب من دمشق، وكانت في الفترة الأخير تحت نيران الجيش السوري، والذي لن يسلمها للمسلحين أبداً.
وقصف الإرهابيون دمشق في 6 نيسان، حيث قاموا باستهداف البنى التحتية والمساجد، وقُتل خلال هذا الهجوم ما لا يقل عن 20 شخصاً مدنياً.
بالإضافة إلى ذلك، هناك حديث عن الأسلحة الكيميائية، وكذلك المفاوضات بين ترامب وماكرون. وانتقد ترامب الرئيس بوتين شخصياً لأول مرة.
ويعتبر اتهام الرئيس الأسد بالأسلحة الكيميائية هي أفضل طريقة بالنسبة للغرب لإضعاف القوات الحكومية.
إن الحملة الإعلامية حول الهجوم الكيميائي والهجوم الإسرائيلي على القاعدة الجوية هي محاولة من الغرب لمنع انتصار تحالف محور دمشق وموسكو وطهران وأنقرة. ويمكن أن نلاحظ أن الهجمات على هذه الدول تتم على جميع الجبهات، قضية "سكريبال" مع طرد الدبلوماسيين، وتشديد الكلام ضد إيران، واتهام أنقرة بتصعيد الوضع في إفريقيا.
تدعم روسيا الرئيس الأسد وستواصل الدعم والمساعدة العسكرية والدفاع عنه في المجال الدبلوماسي. لكن في هذه الحالة كان ينبغي على موسكو أن تكون أكثر نشاطاً في القضية الإسرائيلية، باستخدام النفوذ لتهدئة رغبات إسرائيل في المنطقة.