توحيد الجبهة الداخلية اليمنية تحديات وآفاق

19.09.2017

يعتبر  الحديث الأخير عن توحيد المواقف السياسية اليمنية بعد اللقاء الذي جمع بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وعبد المالك الحوثي مبادرة ، وخطوة ايجابية تمهد لبوادر الاستقرار في اليمن وعودة الأمن وإنهاء التدخل العسكري الذي تقوده قوى التحالف العربي وتتزعمه  السعودية ، مما يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات أهمها : هل تؤدي مساعي الحوار إلى تبني شراكة حقيقية تقضي  بعودة مؤسسات الدولة في اليمن؟
كيف سيتم خلق أرضية توافقية موحدة لمعالجة كل قضايا الخلافات المطروحة بين مختلف الأطراف المتنازعة ؟
إلى أـي مدى يصل هذا التوافق في إنهاء العدوان على اليمن ؟
إن المتتبع لمختلف الآراء ، والتصريحات خاصة تلك التي صرح بها كل من عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله السيد علي القحوم ، وعضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام السيد علي أبوا حليقة بخصوص حيثيات اللقاء تتبادر للعيان العديد من القراءات ، والتحديات المستقبلية التي تواجه مساعي توحيد الجبهة الداخلية اليمنية أبرزها تشابك القضايا المختلف عليها ، وكيفية إعادة بناء البنية التحتية اليمنية بعد إنهاء الحرب ووقف التدخل الخارجي على اليمن ، ثم توحيد الرؤى بشأن مستقبل الدولة .
ونحن ندرك جيدا أن اليمن بات يعاني الكثير من الأزمات منها زيادة معدلات المجاعة والفقر ، وتفشي الأمراض على رأسها الكوليرا ، أضف إلى ذلك قضايا النازحين ، وتدهور الوضع الإنساني بعد تدمير البنى التحتية .
لذلك كان الهدف المنشود من توحيد المواقف، والجهود هو الوصول إلى بناء شراكة حقيقية تتفق على السياسة الموحدة ، وتصحيح المسار السياسي في اليمن، حيث يتطلع كل اليمنيين اليوم إلى تعزيز الحوار، ومواجهة هذا التدخل الذي وصف بالعدوان الظالم كأولوية تعيد سيادة دولة اليمن.
فالائتلاف الوطني بات مطلبا أساسيا ، وهدفا محوريا مشتركا للمؤتمر الشعبي ، وحركة أنصار الله ، كما تركز كل المباحثات على معالجة القضايا العالقة تدريجيا بعد رفع العدوان على اليمن .
إن نجاح الوحدة الوطنية في اليمن مرهونا  بتوفر إرادة ونية حقيقية جماعية تجعل من مصلحة الدولة اليمنية وشعبها أساسا لكل المساعي ، والمبادرات الإيجابية التي تؤدي إلى تجاوز خلافات الماضي لهذا يبقى الإشكال المطروح يتمثل في مدى صدق نوايا كل طرف  في إنهاء النزاع ، وتعزيز جهود الوحدة الوطنية ومنح المجلس السياسي الأعلى صلاحية حل الخلافات ؟