تميز روسي يحاربه الغرب إعلاميا
بينما العالم لايزال ينتقد روسيا، ويمدد العقوبات ويحصي عدد المرات التي ظهر فيها الرئيس بوتين بدون قميص. فإن روسيا تتابع العمل على تحسين صورتها.
منذ سنوات عديدة وروسيا تحاول تحسين سمعتها في جميع أنحاء العالم، ولكن هذا التقدم أخذ يتباطئ بانتظام بسبب العقوبات والأزمة الاقتصادية. ونتيجة لذلك، لاتزال الانطباعات الدولية عن روسيا عبارة عن مزيج من الفودكا والدببة والتراث الشيوعي والباليه والطقس البارد. ويتناسون القوة التكنولوجية والعسكرية والفضائية الروسية العملاقة.
يقول بيتر الأكبر" إذا كنت تريد أن تعجب الغرب، كن مثلهم". كان من المعروف أن الإمبراطور بيتر لم يستطع التوفيق بين عزلة روسيا وسمعتها كدولة هجومية. كانت إصلاحات بيتر الثقافية والتعليمية والعسكرية (بناء أسطول قوي) هي حلول كبيرة لتحسين صورة البلاد. ولكن بالتأكيد لم تستطع الإمبراطورية أن توقف الحروب ولكنها أصبحت مندمجة مع أوروبا للمرة الأولى.
على مدى السنوات العشر الماضية، عملت شركة العلاقات العامة الأمريكية (كيتشوم) والتي هي فرع من شركة أومنيكورن العالمية على تحسين الصورة الروسية. بدأ التعاون مع الحكومة الروسية والشركات (مثل عملاق النفط والغاز، غازبروم) في عام 2006، مما أدى الى انعقاد قمة مجموعة الثمانية في سان بطرسبرغ. بعد ذلك قامت الشركة بالعمل على مشاريع لمساعدة روسيا في الانضمام الى منظمة الصحة العالمية، ودعمت دورة الألعاب الأولمبية لعام 2014 في سوتشي الشبه استوائية. وتم تم اختيار الرئيس بوتين كشخصية العام من قبل صحيفة التايمز مُترأساً قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً على الكوكب، ونُشر أيضاً مقال عن سوريا والسلاح الكيماوي في صحيفة نيويورك تايمز.
لكن روسيا قامت مؤخراً بمشاريع ممتازة بالنسبة للعلاقات العامة، كما يعتقد الصحفي في واشنطن بوست أندرو روث الذي عاش في موسكو لسنوات عديدة. هناك تحدي رئيسي: أن الدولة يجب تعمل على تحقيق الوعود والخطط التي وضعتها، مثل تلك التي تتعلق بمركز سكولكوفو للابتكار.
قال ألكسندر تشيرنوف نائب الرئيس الأول للاتصالات الخارجية لشركة سكولكوفو " من المعروف دائماً أن نظام سكولكوفو من (شركات مبتدئة وشركاء أساسيين ومراكز بحث وجامعة) من شأنه ان يضم 30000 باحث ورجل أعمال مباشرةً. وإنه بحلول منتصف العام 2017 سيعمل 5000 شخص في سكولكوفو ومع إدخال سبيربانك تكنوبارك (5000 متخصص)، سكولتيش (2500) وسكولكوفو تكنوبارك (5000 أخرى) يمكننا القول بثقة أننا لن نكون بعيدين عن الرقم الموعود".
إنشاء ديزني لاند الروسية (الجنون الذكي)
في حين أن بعض مشاريع الدولة تتصف بالاستراتيجية والأهمية، إلا أن هناك بعض العلامات التجارية التي تكتسب ميزتها من كونها روسية، ليس هناك الكثير منها إلا انها تعمل على تطوير الاقتصاد بشكل أفضل وأسرع.
يقول ميخائيل تشيرنيشوف، مدير التسويق السابق في الشبكة الاجتماعية الأكثر شعبية في روسيا فكونتاكتي: "لدينا الفودكا الروسية (بيلوغا)، وصناعة السلاح (كلاشينكوف)، وألماس (إلبدياموند)، وصناعة الفضاء. وأعتقد بصدق أنه بالنسبة للظروف القاسية (كألبسة الطقس البارد والتكنولوجيا المقاومة للظروف القاسية) فإن المنتج الروسي سيكون ذو قيمة أكبر.
في عام 2016 ألكسندر رودتشينكو الشهير بخطه السيريلي أثار ضجة كبيرة عندما زيّن الزي الأولمبي الروسي وكتب الفائزون الأولمبيون الحقيقيون. وها هو أيضاً المصمم روبيتشينسكي، الذي أعاد اختراع الخط السيريلي، وقام بإطلاق اسم لنفسه، حيث جمع بين الماركات الروسية والفن. حيث يمكنك العثور على ملابس تحمل شكل الدب والنسر برأسين مع مدفع رشاش، الأرثوذكسية (ومكتوب عليها حفظ وحماية) وغيرها من الأمور الغريبة. كل ذلك جعل الصادرات تزاداد.
ويعتقد تشيرنيشيف أن فكرة الجنون الذكي أمر ضروري للأعمال التجارية، ويتردد صداها لدى الكثير من المتحمسين الشباب في جميع أنحاء العالم، وهذا النوع لا يتطلب ميزانيات كبيرة للدعاية. ويقول تشيرنيشيف أن روسيا يمكن ان تكون ديزني لاند لشعب يحب الفكاهة.