كيف ستبدو مقاتلات الجيل السادس الروسية .. تطور جوي فريد

16.08.2017

إن كل ما نراه اليوم من أسلحة  الليزر، والصواريخ فوق الصوتية  و "أسراب" المقاتلات بدون طيار  والتي تبدو وكأنها "خيال علمي"  هي من تخطيط العلماء من أجل صنع مقاتلات الجيل السادس في الفترة القادمة. ويمكننا من اليوم أن نرى  التطورات الأولى التي ستكون موجودة في مقاتلات المستقبل.
بدأ الجيل الخامس سو-57 (T-50) للتو. حيث تخضع تسعة قطع منها لاختبارات مختلفة، وينبغي أن تصبح جزءاً من القوات الجوية الروسية ابتداءً من العام القادم.
وقال فلاديمير ميخيف وهو نائب المدير العام لشركة التكنولوجيا الراديوإلكترونية (RTC) في مقابلة مع القناة التلفزيونية زفيزدا (Zvezda) خلال عرض الطيران الأخير ماكس -2017: " وفي الوقت نفسه، تعمل روسيا بنشاط على صنع آليات الجيل السادس" 
ووفقا لميخيف، فإن النموذج الأول لطائرة المستقبل سوف يظهر في عام 2030.
لم يدخل ميخيف  في تفاصيل المقاتلة المستقبلية واكتفى بقوله: " إن الطائرة سوف تكون مصنوعة من مواد من التكنولوجيا الخفية (تكنولوجيا الشبح). سوف نستخدم فيها محركات قادرة على تنفيذ رحلات بسرعة الصوت أو حتى أسرع من الصوت.
ولكن الشيء الأكثر أهمية، في كلماته، هو أن الطائرة المستقبلية سيكون لها معدات فائقة على متنها ومن شأن هذه المعدات أن تسمح لمقاتلة الجيل الجديد بالطيران على ارتفاع لا يمكن  للطائرات الحديثة أن تصل إليه.

حرب المستقبل:
وقال جيفي جاندج وهو نائب مديرعام قسم  R & D في شركة (RTC) لالكترونيات الطيران: إن مقاتلات جيل المستقبل  لن تكون قادرة على تنفيذ المهام التي لا يمكن لطائرات اليوم تنفيذها فقط – مثل التحليق بسرعة أكبر من سرعة الصوت، والعمل بشكل مستقل دون مشاركة الطيار، وما إلى ذلك – بل ستكون أيضا قادرة على استخدام تقنيات الحرب الإلكترونية أي ستستخدم كلا من الأسلحة و "محرك القوة " الذي يكشف الأهداف ويحدد مواقعها بدقة ثم يوجه نحوها قنابل عالية الدقة.
وسوف تعمل هذه القاذات الطائرة كسرب – أي أنها ستنسق أعمالها في مجموعة من دون السيطرة البشرية، وتبادل معلومات الاستطلاع والمعلومات القتالية والتفاعل مع القوات البرية والفضائية.
ويقول جاندج:  "هذا ما يسمى شبكة التمركز، ويعتبر واحدا من أهم مميزات مقاتلة الجيل السادس 6"TH.
وقال جاندج: "من حيث الالكترونيات، وصلت الطائرات الحديثة إلى مستوى يستحيل فيه تحسين إمكاناتها أكثر من ذلك، بحيث أن تعديلات طائرات سو 27 و سو 30 و ميغ 35 مع محركاتها توفر تفوقا بنسبة 30٪ فقط على أجيالها السابقة من حيث السرعة والقدرة على المناورة وما إلى ذلك، وبالتالي فإن  إنشاء "أدمغة" أفيونية جديدة وإدخالها في نظام المقاتلة سيزيد من فعاليتها بشكل كبير".
وأضاف: إن الجهاز الوحيد القادر على إظهار ذلك عمليا هو مقاتلة سو -57 (T-50). فلأول مرة يستخدم رادار مع مجموعة إلكترونية للمسح الضوئي (AESA).

ويمكن لنظام تحديد المواقع الجديد أن  يتفحص الفضاء وفي أقل من ثانية يمكنه تحريك مدى رؤيته ب 200 درجة إلى جانبي المقاتلة. ويمكنه أيضا تحديد الأهداف، وتوجيه الأسلحة عليها، وأن يعمل  كوسيلة من وسائل الإعلام الإلكترونية المضادة، وكذلك إنشاء "درع إلكتروني غير مرئي"  حول المقاتلة.
وكما يقول المختصون: "  إن تقنية AESA اليوم  تساعد على تحقيق فكرة شبكة تمركز النشاط القتالي، حيث تصبح المقاتلة نقطة قيادة للقوات البرية، وأنظمة الدفاع الجوي ومجموعات أخرى من المقاتلين.

أسلحة طائرة الجيل السادس:
إن مقاتلات الجيل السادس وبالإضافة لما ذكرناه سابقاً يمكنها أن تحرق مقدمة صواريخ العدو.
وسيتم تنفيذ هذه المهام بواسطة الرادار المجهز بتقنية AESA.
ووفقا لجاندج فإن هوائي (أنتيل) النظام  قادر على نقل إشارة من أجهزة التشويش. ومع العلم أن هوائي سو-57 (T-50) يغطي أساسا 200 درجة حول المقاتل، يمكن أن نفترض أن هذا الشعاع يمكن أن يضرب مسار الطائرة من السطح الجانبي أو حافة الجناح.
كما هو الحال في طائرة الخيال العلمي سوف تكون المقاتلة الجديدة محاطة  بدرع إلكترونية، مما يجعلها غير مرئية  للخصم، ولكنها  بمثابة سلاح "إيقاف" لأنظمة أسلحة الخصم.
وبالإضافة الى الأسلحة الالكترونية سيكون لمقاتلة الجيل السادس أسلحة تقليدية أيضا.
ويقول ميخيف إنها ستكون صواريخ فائقة السرعة فائقة المدى يمكنها ضرب أهداف البر والبحر والجو.
وسوف يستخدمون مبدأ "الصيد الحر وتحمل المسؤولية ". وهذا يعني أن مجموعة صواريخ الذكاء الاصطناعي الجديدة تختار الأهداف الأولية والثانوية وترتبها وتدمرها على أساس أولوياتها.