بوتين : روسيا هيأت الظروف للعملية السلمية في سوريا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا قامت بتهيئة الظروف للعملية السلمية و"فتحت الطريق إلى السلام" في سوريا، وأكد أن موسكو قادرة على إعادة نشر قواتها في سوريا في غضون ساعات إذا اقتضت الضرورة.
اوضح بوتين أنه "تمكنا من إقامة تعاون إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وكذلك القوى المعارضة المسؤولة داخل سوريا التي تريد بالفعل وقف الحرب وإيجاد الحل السياسي الوحيد الممكن للأزمة".
وشدد الرئيس الروسي على إن مهمة القوات في سوريا كانت تتمثل في مكافحة الإرهاب لكي لا ينتقل إلى أراضي روسيا، مشيرا إلى أن القوات الجوية الروسية هدفت منذ البداية إلى دعم العمليات الهجومية للجيش السوري ضد المنظمات الإرهابية. وأكد أن موسكو أكدت مباشرة أنها لا تنوي التورط في النزاع السوري الداخلي.
وأكد أن موسكو ستواصل دعم السلطات السورية في مكافحة الإرهابيين، مشيرا إلى أن روسيا عززت القوات المسلحة السورية التي أصبحت الآن قادرة ليس فقط على صد الإرهابيين، بل وإجراء عمليات هجومية ناجحة ضدهم. معربا عن رأيه في أن القوى الوطنية ستحقق نجاحات في مكافحة الإرهاب في سوريا. كما أعرب عن أمله في أن مدينة تدمر السورية الأثرية ستحرر قريبا من مسلحي "داعش"..
ولفت الرئيس الروسي إلى أن منظومات الدفاع الجوي الروسية، بما في ذلك صواريخ "أس-400"، ستقوم بدوريات قتالية دائمة في سوريا وستُستخدَم لحماية العسكريين الروس في قاعدتي طرطوس وحميميم من أي أخطار، مشيرا إلى أن موسكو أبلغت كل شركائها بأنها ستستخدم منظومتها للدفاع الجوي ضد أي هدف تعتبره خطرا على عسكرييها.
وقال إن روسيا ستزيد قواتها في سوريا لتصل إلى المستوى المناسب "خلال بضع ساعات" إذا اقتضت الضرورة ذلك، إلا أنه أكد أن موسكو لا تريد أن تفعل ذلك لأن "التصعيد العسكري ليس خيارنا". ومع ذلك أعرب بوتين عن أمله في تمسك كافة الجهات السورية بعملية السلام.
وأشار الرئيس بوتين أن الأسلحة الروسية الحديثة اختبرت بنجاح في ظروف القتال الحقيقي، مشيرا إلى أن هذه التجربة ستسمح لروسيا برفع فعالية وقدرات أسلحتها.
وخلال حفل استقبال وتكريم لعدد من الخبراء والعسكريين الذين ساهموا في العمليات الروسية بسوريا، قال بوتين إن من أهم الأهداف التي تم تحقيقها "وقف الشر الكامل ومنع الإرهابيين من الوصول إلى روسيا" مؤكدا أن بلاده أظهرت موقفا صارما في هذا المجال.
وأضاف بوتين في حديثه للعسكريين إن "عملكم حوّل الأوضاع جذريا في سوريا، لن نسمح بنمو الورم السرطاني الإرهابي.. دمرنا الإرهابيين وخزائن سلاحهم وذخيرتهم، وأغلقنا عليهم طرق تهريب النفط التي كانوا يحصلون من خلالها على الدعم المالي الأساسي".
وفيما يتعلق بتكاليف العمليات في سوريا، قال بوتين إن معظمها تم تمويله من ميزانية وزارة الدفاع، متحدثا عن ميزانية تبلغ 33 مليار روبل (نحو 482 مليون دولار).
وكان قائد سلاح الطيران والفضاء الروسي فيكتور بونداريف صرح اليوم بأن سحب الجزء الأساسي من قواته الجوية في سوريا سيتم في غضون ثلاثة أيام كحد أقصى، بينما أكدت مصادر عسكرية روسية أن موسكو ستحتفظ بعدد من طائراتها ومروحياتها بالساحل السوري.