إيطاليا تهرب من بروكسل إلى روسيا

27.05.2018

وافق الرئيس الإيطالي "سيرجيو ماتاريلا" على تشكيل حكومة برئاسة رئيس الوزراء جيوسيبي كونتي. وسيكون هذا أول مجلس وزراء بتاريخ البلاد، يتشكل بشكل حصري من قبل الشكوكية الأوروبية. بعد أكثر من شهرين من المفاوضات نجحت حركة النجوم الخمسة ورابطة الشمال، في التوصل إلى إجماع من خلال اقتراح منصب رئيس الوزراء.

بعد ساعتين من المفاوضات في القصر الرئاسي، خرج "كونتي" إلى الصحافة ووعد بأن يكون محامياً للشعب الإيطالي. 

بروكسل في حالة من الذعر

كان تعيين "كونتي" مسبوقاً بمفاوضات حول توزيع الحقائب الوزارية. لذا، يجب أن يتسلم "ماتيو سالفيني" زعيم "رابطة الشمال" منصب وزير الخارجية. وقد تم دعم قوته السياسية من قبل السكان بعد خطابه ضد الهجرة. لذا فإن هذا التعيين مبرر وعقلاني إلى حد كبير. 

والأهم من ذلك هو أن الدوائر العالمية والنيوليبرالية قلقة بشأن حقيقة أن "سالفيني" يتعاطف علانية مع روسيا والرئيس بوتين. 

وهناك منصب آخر مهم بالنسبة لإيطاليا، وهو وزير المالية، والذي يجب الحصول عليه من قبل "باولو سافونا" البالغ من العمر 81 عاماً، وهو أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي الممثلين للمدرسة القديمة، يعلن صراحة أنه يعتبر انضمام إيطاليا إلى الاتحاد الأوروبي خطأ. وسيتم الإعلان عن أسماء الوزراء الآخرين في وقت لاحق. 

خطط كبيرة

من الواضح أن الحكومة التي شكلتها الشكوكية الأوروبية، والتي يطلق عليها في الصحافة الغربية "الشعبوية"، سيكون عليها إرضاء طموحات الناخبين. فإن الإيطاليين العاديين أولاً وقبل كل شيء، يهتمون بمسائل الهجرة الغير قانونية والأمن والركود الاقتصادي. ومن المتوقع أن تركز الحكومة الجديدة على هذه القضايا. 

سيقوم "ماتيو سالفيني" في حال تلقيه لمنصب وزير الخارجية، بكل ما هو ممكن لقطع تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين اجتاحوا البلاد في السنوات الأخيرة. يمر من خلال إيطاليا طريق المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا إلى ألمانيا وفرنسا والدول الاسكندنافية. ومن المحتمل الخروج من منطقة اليورو وشطب ديون البنك المركزي الأوروبي بمبلغ 250 مليار يورو.

العامل الروسي

على الجبهة الخارجية، ستركز الحكومة على إلغاء العقوبات المناهضة لروسيا، وتقوم بتطبيع العلاقات مع موسكو. إيطاليا من بين أكثر الدول تضرراً من التدابير المضادة التي قامت بها روسيا رداً على تحركات بروكسل. ولا ترى القوى السياسية الوطنية تهديداً من روسيا، بل على العكس، الأغلبية الساحقة تهدف إلى الحوار والتعاون مع موسكو. 

أصبحت إيطاليا، كونها ثالث اقتصاد في أوروبا، الدولة التي يمكنها أن تعلن بشكل أكثر جدية أن نظام العقوبات مع روسيا يتعارض مع مصالح الدول الأوروبية ومواطنيها.

من الواضح أن الحكومة الجديدة لديها الكثير من العراقيل، لكن النصر المقنع للأحزاب الجديدة في إيطاليا يثبت أن الاتجاه الصحيح في أوروبا قد تكسب تأييداً.