شركة مونسانتو: إنها ليست غليفوسات، إنها إضافات!
لقد اكتُشفَت مؤخراً الأفعال الفاسدة واللاأخلاقية التي تقوم بها شركة مونسانتو من خلال تسترها على الآثار السامة للمكونات التي تضيفها إلى الغليفوسات. وهو من أكثر مبيدات الأعشاب استخداماً في العالم. وقد أصدرت الوكالة الدولية للبحوث الزراعية، وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقريراً في آذار 2015، أعلنت فيه أن الغليفوسات الكيميائي قد يكون مسرطناً للإنسان. ولم يتم حتى الآن تقديم الاختبارات التي تشمل تأثير الغليفوسات مع الإضافات السرية التجارية التي تضيفها الشركة والتي قد تسبب مخاطر أكبر. وإنه تهور كبير من شركة مونسانتو أن تحاول إخفاء الأثر المسرطن لمركبها المبيد للأعشاب.
يعد الغليفوسات من أكثر المكونات استخداماً في تشكيل مركبات شركة مونسانتو، فهو مبيد الأعشاب الأكثر استخداماً في العالم، كما أنه عُدل وراثياً لزيادة فعاليته. ولكن شركة مونسانتو ترفض الكشف عن الإضافات التي تستخدمها لزيادة فعاليته في إبادة الأعشاب الضارة.
ومنذ أواخر عام 2016، تنظر المحكمة المحلية للولايات المتحدة في المنطقة الشمالية لولايات كاليفورنيا في قضية رفعتها مجموعة من المدعين ضد شركة مونسانتو. وقد ادعوا أن الشركة تزور نتائج الاختبارات، ورفضت اختبار المزيج التجاري الذي يتم بيعه فعلياً من أجل التأكد من أنه غير ضار أو مسرطن. وهو مزيج يحتوي على مواد كيميائية أكثر فتكاً من الغليفوسات، وخصوصاً عند امتزاجها معه.
في 30 حزيران 2017، أصدر محامو المدعين وثائق المحكمة عبر الانترنت والتي قدمتها مونسانتو إلى المحكمة في قضية كاليفورنيا الجارية ضدها، وتظهر هذه الوثائق السرية تواطؤ الشركة الإجرامي للتستر على الحقيقة حول هذا المزيج القاتل للأعشاب.
ومن بين رسائل البريد الالكتروني التي تم الكشف عنها، هي رسالة خطيرة تم تبادلها مع البروفسور دونا فارمر، وهو عالم سموم في مونسانتو مسؤول عن منتجات الغليفوسات في جميع أنحاء العالم. وقد قال في الرسالة: "لا يمكن استخدام هذا المزيج لجميع مبيدات الأعشاب القائمة على الغليفوسات ولا يمكن القول إنه مادة غير مسرطنة، فلم نقم بعد بالاختبارات الكافية".
وفي رسالة بريد الكتروني أخرى سرية من مونسانتو في تاريخ 14 كانون الأول 2010 من قبل البروفسور دونا فارمر وقد جاء فيها: " فيما يتعلق بالسرطان في تركيباتنا، لم نقم بالاختبارات عليها، ولكن قمنا بالاختبارات على الغليفوسات فقط وهذا غير كاف".
ويشير عالم السموم دونا فارمر إلى أن الغليفوسات هو عبارة عن المكون الرئيسي في الخليط. أما الشركة تزور الحقيقة وتسميه بالعنصر النشط وتقصد بذلك أن باقي المواد الكيميائية المضافة خاملة وغير ضارة وهذا غير صحيح.
تبين أيضاً الرسائل الالكترونية التي تم الكشف عنها من خلال القضية في محكمة كاليفورنيا، أن هناك تواطؤ كبير بين مسؤولين أمريكيين في وكالة حماية البيئة الأمريكية وشركة مونسانتو لإخفاء حقيقة أن وكالة حماية البيئة لم تكن على علم بتركيبة المكونات الأخرى التي تضاف إلى الغليفوسات. حيث صنفتها الشركة على أنها أسرار تجارية.
من بين الرسائل الالكترونية التي نشرها المحامون في كاليفورنيا في 30 حزيران 2017. هي رسالة يعود تاريخها إلى 5 آذار 2013 وجاء فيها اعتراف لشركة مونسانتو يقول " نحن لم نجري دراسات مزمنة أو شبه مزمنة أو دراسة قابلية تشوه الأجنة البشرية الناتجة عن المركب".
تظهر الشركة عبر موقعها على الانترنت نفسها بصورة الملتزم بمعايير السلامة الحكومية. وتحرص دائماً على استخدام كلمة "غليفوسات" وتجاهل استخدامها لكلمة مزيج لم تعترف بمكوناته حتى الآن وهي بذلك تقوم باحتيال كبير.
وفي دراسة علمية قام بها مجموعة من العلماء في 26 شباط 2016 في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة. فريق من علماء السموم من جامعة كاين في فرنسا، وأندراس زيكاس مدير معهد البحوث الزراعية والبيئية في المركز الوطني للبحوث الزراعية والابتكار في هنغاريا. قاموا باختبار جميع المبيدات القائمة على الغليفوسات بما في ذلك الذي تنتجه شركة مونسانتو. وما وجدوه من نتائج سيئة كان كفيلاً بسحب البساط من تحت الحكومة الأمريكية ولجنة الاتحاد الأوروبي.
وفي دراسات أجريت للمرة الأولى من قبل مجموعة سيراليني، أظهرت أن اختلال الغدد الصماء الناتجة عن مبيدات الأعشاب القائمة عن الغليفوسات لا يمكن أن يحدث نتيجة لوجود الغليفوسات وحده، بل بسبب إضافات أخرى تجعله أسوأ بكثير.
ولخصت دراساتهم أن مبيدات الأعشاب المركبة بشكل أساسي من الغليفوسات مع إضافات ومواد غير معلنة هي أكثر سمية من الغليفوسات المختبر لوحده. وبينت هذه الاختبارات أن الغليفوسات بالاشتراك مع المواد الأخرى يمكن أن يصبح أكثر سمية ب 2000 مرة.
ووفقاً للمعايير المستخدمة في محاكم جرائم الحرب بعد عام 1945 كانت شركة مونسانتو يجب أن تعرف أن مركباتها أكثر سمية من الغليفوسات وحده.
ومهما كانت النتائج القانونية لقضية كاليفورنيا، فإن المدعين ومحاميهم قدموا خدمة كبيرة للبشرية من خلال الإفراج عن وثائق مونسانتو السرية.
وقد أرسل المحامون نسخاً من جميع الوثائق حتى الآن إلى مكتب المفتش العام التابع لوكالة حماية البيئة، ويقوم حاليا بالتحقيق فيما إذا كان هناك تواطؤ غير قانوني بين وكالة حماية البيئة ومونسانتو.