رغم جهود المصالحة.. لماذا ضاقت الإمارات بالسيسي وسلمان؟

04.12.2016

غادر الرئيس المصري العاصمة الإماراتية أبوظبي، قبيل وصول الملك السعودي إليها، الأمر الذي أثار التساؤلات والتكهنات حول عمق الخلاف بين البلدين.

وأشار العديد من المصادر إلى أن كل الاستعدادات كانت تنبئ بقرب حل الخلاف، بل أن صحيفة "عكاظ" السعودية، ألمحت إلى احتمال لقاء الزعيمين، حين أشارت في تقرير نشرته إلى وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الامارات نهار السبت في زيارة قالت إنها تتزامن مع الزيارة التي يقوم بها السيسي للامارات، والتي كانت المشاركة والتهنئة بالعيد الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات أحد جوانبها.

ومما عزز من تزايد احتمالات عقد القمة المصرية – السعودية، وبمشاركة من الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، هو أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قرر تمديد زيارته ليوم ثالث، حيث كان قد أعلن أن الزيارة ستستمر لمدة يومين فقط، بل وذهبت التحليلات لأكثر من ذلك، حين تطابقت مصادر عربية مع ما ذهبت إليه صحيفة عكاظ السعودية، بالإشارة إلى أن زيارة الملك سلمان لن تقتصر على الإمارات فقط، بل ستمتد من بعدها إلى قطر والبحرين، لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي، يعقبها بزيارة رسمية إلى الكويت تستمر ثلاثة أيام.

ورغم أن الترجيحات ذهبت إلى قرب تصفية الخلافات المصرية -السعودية، بل وقد يشمل الأمر تصفية أوسع للخلافات العربية، والتي تشكل قطر أحد أضلاعها الرئيسية. جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، ودفعت بالأمور إلى منحى آخر، يناقض ما تم الاتفاق عليه مؤخرا.

فبحسب أوساط مقربة من دائرة جهود حل الخلافات بين البلدين، فقد شهدت العاصمة الاماراتية مساء الجمعة لقاءً غير معلن حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير خالد الفيصل مستشار الملك السعودي والشيخ محمد بن زايد ال نهيان، وان هذا اللقاء بحث في سبل تقريب وجهات النظر بين البلدين، بهدف الوصول الي مرتكزات يجري الاتفاق عليها بين مصر والسعودية، وذلك بديلا عن القمة الثلاثية، التي كان من المقرر أن تشهدها أبوظبي.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد جرى التشاور بشأن عقد لقاء بين وزير خارجية مصر سامح شكري ووزير خارجية السعودية عادل الجبير في غضون عشرة أيام، على أن يقوم السيسي بزيارة قريبة إلى السعودية، يلتقي خلالها بالعاهل السعودي، وربما يشمل اللقاء قادة اخرين.

وكانت مجهودات مكثفة عقدت سعيا وراء الخروج من الأزمة في علاقات البلدين، حيث بذل  أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية جهودا تلامست مع مجهودات كويتية وإماراتية سعت بشدة نحو احتواء الأزمة بين القاهرة والرياض، وقام يصاحبه السفير السعودي بالقاهرة أحمد قطان بزيارة إلى المملكة قبل بضعة أسابيع، التقى خلالها بالملك السعودي، باحثاً محاولات رأب الصدع وإعادة الدفء لعلاقات البلدين، وهو ما عبر عنه وقتها محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، والذي أكد أن مباحثات أبو الغيط مع الملك سلمان، تناولت الوضع العربي العام ودور الجامعة العربية في لم الشمل العربي والتحديات التي تواجهها الدول العربية في المرحلة الحالية.

غير أن الدور الأبرز في مجهودات الوساطة تمثل فيما قام به الشيخ محمد بن زايد، والذي قام بزيارة إلى القاهرة في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم التقي خلالها بالرئيس السيسي، وأكد خلالها أهمية مواصلة العمل علي توحيد الصف العربي وتضامنه، والتيقظ من محاولات شق الصف بين الدول العربية.

وإثر قبول السيسي دعوة المشاركة في العيد الوطني الاماراتي، توجه الشيخ محمد بن زايد إلي العاصمة السعودية الرياض، لمقابلة المسؤولين السعوديين، حيث أوضحت مصادر واسعة الاطلاع آنذاك أن الإمارات ساهمت في تقريب وجهات النظر المصرية-السعودية.

وعقبت الرئاسة المصرية على زيارة السيسي إلى الامارات، قائلة إن الزيارة تمت دون أي تعديل على المواعيد، في إشارة الى عدم لقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، السبت 3 ديسمبر/كانون الأول إن "زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات العربية المتحدة تمت وفقا للمواعيد المحددة لها سلفا، دون حدوث أي تعديل، سواء فى مدة الزيارة (من 1 إلى 3 ديسمبر/كانون الأول) أو برنامج السيد الرئيس".

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة، في تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم السابع" المصرية، أن "الزيارة كانت تهدف إلى إجراء مباحثات ثنائية مع قادة دولة الإمارات وحضور فعاليات العيد الوطني".

ورغم التصريحات الرسمية، من المؤكد أن عودة السيسي إلى القاهرة قبل وصول الملك سلمان إلى الإمارات تؤكد فشل الجهود الإماراتية لحل الإزمة بين القاهرة والرياض والتي تفجرت على خلفية تصويت مصر لصالح مشروع قرار روسي في مجلس الأمن متعلق بالأزمة السورية.