أربعة أعوام من الحرب اليمنية ... المهزومون يريدون الخروج

26.03.2019

أتعبت الحرب على اليمن العالم. أربع سنوات من القتال أجهدت مشعلي المعركة، وأصابت داعميهم بخيبة وتململ، وأحالت المعركة تخبطاً عبثياً. نتيجة أوصل إليها الصمود الأسطوري للمقاتل اليمني، ومِن خلفه شعب لا يزال ثابتاً رغماً عن الجوع والموت والدمار الذي ينشره التحالف الرباعي: السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا.

وكتبت "الأخبار اللبنانية"، للمرة الأولى، يبدو هذا التحالف، على تفاوت وجهات نظره، بحسب رسائله في الكواليس واختبار مسار السويد، أقرب من أي وقت مضى من الاستهداء إلى مخرج ينشله من المستنقع.

هذا التطور يأتي بعد عام من الاقتناع بعدم جدوى حل عسكري شامل، لكنه تأجّل بفعل النصائح الأميركية والإماراتية بإمكانية لعب الورقة الأخيرة: معركة الحديدة والساحل الغربي، التي وصلت كسلفها (معركة صنعاء) إلى نتيجة صفرية.

اليمنيون، من جهتهم، يراكمون مأساة على المستوى الإنساني، لم تنجح على عتبة العام الخامس في كسر إرادة التحدي والمقاومة. مشهد ما بعد أربع سنوات من ضياع السعودية في وحول اليمن، وعجزها عن تدمير البنية العسكرية المتنامية كماً ونوعاً لـ«أنصار الله» والقوات اليمنية، تقرّب الحل السياسي، في وقت لم يعد فيه أحد يشكك في أن عاماً آخر من العبث لن يحقّق، بالحد الأدنى، نتيجة إضافية.

أنصار الله فاجأت التحالف والعالم بقدرة كبيرة على القتال والدفاع، وكذلك بقدرة كبيرة على الهجوم والمناورة، صواريخ باليستية، طائرات مسيرة قصفت في السعودية والإمارات وقصفت مواقع القوات اليمنية الموالية للسعودية.

وكان مجلس الشيوخ الأمريكي، أقر يوم الخميس 14 آذار مشروع قانون ينهي الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في الحرب على اليمن. حيث صوت الأعضاء بأغلبية 54 صوتا مقابل 46 في المجلس المؤلف من 100 عضو لصالح القانون الذي يسعى لمنع القوات الأمريكية من أي نوع من المشاركة في الصراع بما في ذلك توفير دعم للضربات الجوية السعودية على صعيد الاستهداف دون تفويض من الكونغرس.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم قوات الرئيس هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 آذار/مارس 2015، ضد الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.

وأدى النزاع الدامي في اليمن، حتى اليوم، إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم، وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة في بعض المناطق، وإلى تدمير كبير في البنية التحتية للبلاد.

وعلق القيادي في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، محمد على الحوثي، على إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون لإنهاء الدعم العسكري للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، حيث قال الحوثي، وهو يشغل منصب رئيس اللجنة الثورية العليا في "أنصار الله"، في تغريدة على "تويتر": "صوت الكونغرس بـ54 صوتا لإيقاف الدعم العسكري الأمريكي في اليمن وبأغلبية رفضت استمرار إدارة ترامب في قيادة العدوان ودعمه على اليمن".

وأضاف: "نعتبر هذا نتيجة لصمود الشعب اليمني الذي واجه سلاح وجرائم ومجاعة صنعها العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائهم ببسالة وصلابة لم تلن".

معالدلات جديدة سوف تظهر قريبا في الساحة اليمنية.