نصر الله ومعادلات الردع ... "نوقف منصات النفط الإسرائيلية خلال ساعات إذا طلبتم"

18.02.2018

اعتبر الكاتب ناصر قنديل في مقال له في جريدة "البناء" اللبنانية بعنوان (السيد ومساجلة أفكار خاطئة) أن معادلة الردع التي وضعها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بين أيدي المسؤولين اللبنانيين وعنوانها، «سنتكفّل بوقف منصات النفط الإسرائيلية في البحر خلال ساعات إن طلبتم ذلك»، كانت الشراكة التي يحتاجها لبنان من المقاومة في المفاوضات الدائرة مع الأميركيين، والتي سجل لها السيد وحدة الموقف اللبناني وتمسكها بالحقوق، لكنه لم يمتنع عن مساجلة أفكار خاطئة في جوهر إدارة التفاوض، لجهة ترك الأميركي يمسك ورقة التهديد الإسرائيلية ومواجهتها بورقة الحقوق، التي تنتهي مهمتها عند مواجهة الادعاءات الزائفة بالملكية الإسرائيلية للمساحات النفطية التي حملها الأميركي، بينما ورقة القوة تستدعي إشهار ورقة من نوعها ذاته، وعنوانها تمسكون «إسرائيل» فنمسك مقاومتنا، وينتهي التصعيد، ولبتّ الحقوق آليات سلكها لبنان وانتهى الأمر.

وكتب في المقال:

" في مضمون وحدة الموقف الذي نوّه بها السيد، سجال ضمني من نوع مختلف عنوانه، كيف تستقيم حال الوحدة وتُصان عندما يترك الأميركي يُقدّم مكوّناً لبنانياً، يجب أن يفتخر اللبنانيون بتضحياته ومقدراته وصدق وطنيته، على طاولة التفاوض كعبء على لبنان واللبنانيين؟ وأي رسالة يتلقاها جمهور المقاومة عندما يشعر أن الإعلان الرسمي لا ينطلق فقط من إثبات الحق ليطلب التوسط الأميركي لمنع العدوان من موقع لن يفهمه الأميركي إلا ضعفاً وقلقاً من التهديد؟ وعندما يصير استعراض الالتزام بالقرارات الدولية والقوانين المالية للإيحاء بأن لبنان لا يغطي حزب الله، فيتمادى الأميركي ليقول إن اللبنانيين يجب أن يقلقوا من حزب الله. ويفرح بعضهم إذا سمع أن مشكلة أميركا مع حزب الله وليست مع لبنان، ويعتبر هذا الكلام إنجازاً لبنانياً، بينما المفترض من موقع الذين يقولون إن الوحدة بين اللبنانيين هي مصدر قوتهم، أن يرفضوا كل محاولة تجريم أو شيطنة لمكوّن وطني لبناني يمثل مصدر قوة وعنصراً حاسماً في هذه الوحدة.

 في مشهد إسقاط سورية لطائرة الـ»إف16» الإسرائيلية، فوق فلسطين المحتلة بعد استهدافها في الأجواء اللبنانية، يلخص السيد الموقف بشهادة الإنصاف لسورية ورئيسها وجيشها، ثم يعرض لعنصر الردع الجديد والحاسم الذي أضافه المشهد إلى معادلات الردع التي تختزنها المقاومة، لكنه ينصرف من هاتين لثالثة هي التساؤل عن مبرر بقاء الأجواء اللبنانية، «مالاً سائباً يبرّر الحرام»، ويشجّع الإسرائيلي على ارتكابه. فواقعة الإنجاز السوري تقول إن حماية الأجواء اللبنانية ممكنة، وإن السلاح الروسي قادر، وإن الأمر بالإرادة وليس بسواها، والروس جاهزون، فماذا يمنع لبنان، طالما أن حماية الأجواء اللبنانية من سورية ممكنة فكيف من لبنان؟

في المشهد الانتخابي، بعد الإشادة بالقانون الانتخابي، يلفت السيد إلى، مَن قال إننا نطلب منكم تحالفاً، في ردّ على النفي المتكرّر لرئيس تيار المستقبل لفرضية التحالف مع حزب الله، ليصل إلى جوهر التغيير الذي يريد من اللبنانيين فهمه مع القانون الجديد، وهو تحوّل الانتخابات النيابية من كونها حرباً أهلية باردة تشارك فيها الأحزاب والطوائف لهدف واحد، هو مَن يسقط مَن، ومَن يهزم مَن، ومَن يلغي مَن، ليصير هدف الانتخابات أن يتمثل كل فريق بحجم يتناسب مع ما يمثل بعدالة، حيث لا يملك أحد قدرة إسقاط أحد أو إلغاء أحد، لا في طائفته ولا في طوائف أخرى، وبعد الانتخابات تُقام التحالفات السياسية والحكومية، وما يتم من تحالفات انتخابية لا يتعدّى كونه انتخابياً. وهذا معنى التمييز بين العلاقة المتينة مع التيار الوطني الحر وفرضية عدم التحالف في دوائر انتخابية عديدة."