مصير خطير ينتظر القوات الأمريكية في العراق في حالة واحدة
تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر سيتنيكوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول وجود قوات عراقية مستعدة للقضاء على الأمريكيين في البلاد، وقادرة على ذلك.
وجاء في المقال: في 28 يناير 2019، قال السياسي العراقي المعتبر، الخزعلي (قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق)، بصراحة إن دولته مستعدة لتدمير القوات الأمريكية على أراضيها إذا لم تمتثل واشنطن لمطلب المشرعين المحليين "مغادرة البلاد" عند اتخاذ قرار.
حدث ذلك بعد أن ذكرت عدة قنوات إخبارية عراقية في الوقت نفسه إن ما لا يقل عن 30 من مقاتلي الحشد الشعبي قتلوا بضربة جوية شنتها الولايات المتحدة في محافظة الأنبار بالقرب من بحيرة الثرثار.
وقد فجرت زيارة دونالد ترامب المفاجئة لهذا البلد، نهاية ديسمبر الماضي، التناقضات المتزايدة بين بغداد وواشنطن. حينها زار الرئيس الأمريكي 5200 جندي أمريكي يتمركزون في العراق. تصريح ترامب بأن الجيش الأمريكي سيبقى هناك "طالما كان ذلك ضروريا"، بصرف النظر عن طلب بغداد، صب الزيت على النار.
العامل الثاني الذي لا يقل أهمية هو العقوبات ضد إيران.
فاليوم، على امتداد 1458 كلم من الحدود العراقية الإيرانية، تم بناء العديد من المراكز اللوجستية، التي فقط في العام 2018 وفرت تبادلا تجاريا بين البلدين فاقت قيمته 12 مليار دولار، إضافة إلى الحج الضخم المتبادل إلى الأماكن الشيعية المقدسة في العراق وإيران. ونتيجة لذلك، يظهر خطر كبير أمام واشنطن في شكل تحالف استراتيجي بين طهران وبغداد.
تحاول الولايات المتحدة تجاهل وجود حركة شعبية قوية بين سكان العراق، بدعم من الحركات الشيعية الإيرانية. وقد قاتلت هذه القوات (قوات الحشد الشعبي) داعش لأكثر من أربع سنوات، ولا شك في أنها على استعداد لشن حرب تمرد طويلة ضد القوات الأمريكية في العراق، دون أن تلجأ إلى طهران للحصول على الدعم.
ربما الحكومة العراقية الحالية ليست مستعدة بعد لإعلان الحرب على أمريكا، لكنها لم تعد قادرة على وقف قوات الحشد الشعبي إذا ما حصلت على قانون برلماني بعدم جواز قبول القوات الأمريكية في البلاد. في هذه الحالة، ستكون واشنطن في وضع صعب للغاية، لأن البقاء في بلاد ما بين النهرين سوف ينتهك القانون الدولي، وإذا ما غادرت، فسوف تخسر 16 سنة من الحرب.