منشآت طرابلس اللبنانية تصبح هدفا لغايات روسية في المنطقة
باتت روسيا قاب قوسين أو أدنى من لبنان بخطوات استعادت من خلالها انتزاع بعض المشاريع الاستثمارية النفطية الهامة في بلد يعد ضمن الاهتمامات الغربية بدءا من فرنسا وصولا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
فقد وقعت شركة "روس نفط" الروسية، الأسبوع الفائت، مع الحكومة اللبنانية ووزارة الطاقة والمياه عقدا لمدة عشرين عاما لتطوير منشآت لتخزين النفط في ميناء طرابلس شمالي لبنان.
وستقوم الشركة الروسية وفقا للعقد الموقع بإعادة الحياة للمنشآت النفطية الموجودة وتطويرها وبناء منشآت جديدة إن اقتضى الأمر ذلك، أما الجانب اللبناني فسيكون مستفيدا من خلال تأمين مدخول إضافي لخزينة الدولة من خلال نسبة معينة متوافق عليها بين الشركة والوزارة اللبنانية خلال استخدام هذه المنشآت بالإضافة إلى تأمين فرص عمل لعاصمة الشمال اللبنانية.
بهذا الصدد، قال الخبير الروسي ومدير صندوق الطاقة للتطوير، سيرغي بكين، لوكالة "سبوتنيك" إن "روسيا ستستخدم منشآت طرابلس شمالي لبنان لغايتها وأهدافها النفطية الخاصة من خلال تحويل المنشأة كمحطة لتخزين الوقود وإفراغه خلال عملية نقله من منطقة إلى أخرى".
وأشار بكين أن الاتفاق بين الشركة الروسية ولبنان جاء بعد تضافر الجهود المشتركة من خلال اللقاءات والتفاهمات بين مسؤولي البلدين، بالإضافة إلى زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى موسكو حين التقى خلالها بوتين واتفق الطرفان على تعزيز العلاقات بين البلدين اقتصاديا وعسكريا.
وبحسب الخبير الروسي فإن الاتفاق يمثل امتدادا للنجاح الروسي في منطقة الشرق الأوسط بعد سوريا وعلى المستوى الجيوبوليتيكي ستعزز روسيا من نفوذها الاقتصادي والسياسي بهذه الاتفاقية وخصوصا أنه المشروع الروسي الأول بهذا الحجم في لبنان.
وخلص بكين أن هذا المشروع سيكون مفيدا لكلا الطرفين، فروسيا ستضمن لنفسها موطئ قدم في لبنان عبر وجود منشآت لها في الشمال اللبناني ولبنان الذي سيستفيد ماليا واقتصاديا من المشروع.
أما الخبير الروسي في الصندوق الوطني لأمن الطاقة، إيغور يوشكوف، وفي حديثة لـ"سبوتنيك" اعتبر أن الهدف الأساسي من الاتفاقية والمشروع جعل طرابلس محطة نفطية لنقل موادها ومواردها إلى العالم عبر هذه المنشآت.
لكن الأبرز بحسب الخبير يوشكوف أن المنشآت في طرابلس قد تصبح محطة استراتيجية ولوجستية للجيش الروسي من خلال تحويلها إلى محطة لتزويد وزارة الدفاع الروسية والجيش الروسي عبر شركة "روس نفط" الروسية بالمشتقات النفطية المختلفة لقواتها العسكرية في قاعدة حميميم الروسية بسوريا.
وخلص يوشكوف أن اختيار روسيا لهذه البقعة تحديدا يعود إلى استراتيجيتها ومستوى أمنها في المنطقة بحسب تقارير ودراسات قامت بها القيادة العسكرية التابعة للبحرية الروسية في الفترة الأخيرة.