من خطط لاغتيال الحريري؟؟

14.11.2017

من هو المسؤول الأمني العربي الذي قال «مثلما أدى اغتيال رفيق الحريري الى خروج القوات السورية، اغتيال سعد الحريري يؤدي الى خروج «حزب الله» من لبنان»؟

ولأن القول يبقى قولاً ان لم يرتبط بالفعل، ولأن اغتيالاً بتلك الحساسية يفترض اعداد سيناريو بالغ الدقة ليس فقط للتنفيذ، وانما أيضاً لتوجيه الأصابع الى الحزب، جرى بحث الموضوع مع مسؤولين في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) ان للحرفية العالية، أو لتسخير وسائل اعلام دولية للترويج للتهمة. بالتالي تشغيل المحكمة الدولية للأغراض التكتيكية والاستراتيجية اياها.

مراجع لبنانية لديها معلومات دقيقة حول ما تم اعداده لتفجير لبنان، ومنذ أن كان مقاتلو «داعش» و«النصرة» يرابطون في سفوح السلسلة الشرقية، على أن يتم تحريكهم فور انطلاق الشرارة، واستنزاف «حزب الله» في صدامات داخلية، بعدما جرى تهريب قياديين الى مخيم عين الحلوة ليتولوا ادارة العمليات على الطرقات المؤدية الى الجنوب.

في الوجدان السياسي السعودي، لا مكان لذلك الهاجس الذي يدعى اسرائيل. صحف سعودية أشارت، بالخط العريض، الى أن مسلسل التصعيد الذي يلحظ سحب الودائع، والمقاطعة الاقتصادية (الأخوية)، يلحظ أيضاً ضربات جوية قي لبنان و... سوريا.

أكثر من ذلك، ثمة وسائل اعلام وتحدثت عن الخارطة الديموغرافية التي فرضتها الحرب السورية. اثارة مخيمات النازحين، كما مخيمات اللاجئين، لاشاعة الاضطرابات على امتداد الأراضي اللبنانية.

وحين يصرح المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بأنه قلق، ويضع أمام مراجع دولية، كمبعوث رئاسي، معطيات يمكن أن تفضي الى نتائج كارثية اذا لم يتم استيعابها، ألا يفترض ببعض القادة اللبنانيين الذين لم ينتقلوا من منطق لاعبي السيرك الى منطق رجال الدولة أن يعوا البعد الدراماتيكي للرهان على هشاشة لبنان وقابليته للانهيار.

ذاك السبهان الذي أغدق الوعود البهلوانية على حلفاء، حتى أنه ينادي أحدهم بـ «صاحب الفخامة»، ساخط على الرئيس ميشال عون لاصراره على علاقته بـ«حزب الله»، كما أنه ليس راضياً، وهو الناطق الببغائي باسم اولياء الأمر، عن «الأداء الطفولي» للرئيس سعد الحريري الذي سبق وأبلغ الرياض أنه ما ان يطأ الجنرال أرض القصر حتى يتفاعل مع المعادلات الدولية ويتنصل من الدور الذي يضطلع به الحزب في ارساء توازن الرعب مع اسرائيل.

الرئيس عون صدمهم لامتناعه عن الانجرار الى سوق النخاسة. هناك اسرائيل التي دخلت الى بيروت عام 1982، والتي ما برحت تخطط لوضع اليد على لبنان، وهناك الزلزال السوري، وقد أنتج تلك الظواهر البربرية التي كان يمكن لها تقويض الدولة اللبنانية لولا «حزب الله».

رجل في قصر بعبدا يقف ضد منطق الجمهورية ـ القهرمانة، ويرفض أن يكون القصر الجمهوري أحد أجنحة الحرملك. برأس مرتفع ,طلب من اللبنانيين أن يرفعوا رؤوسهم لا أن يستظلواعباءات القرون الوسطى.

لا أحد يرفض مسار الأمير محمد بن سلمان نحو الحداثة، وان كانت حداثة الكازينو لا حداثة الدولة، ولا أحد يعترض على الحملة ضد الفساد وان على متن يخت ثمنه 550 مليون دولار. لكن اللبنانيين، ما عدا وصيفات البلاط، يأبون أن يعاملوا كما قطعان الابل. كل لبنان مع الرئيس عون بعدما مضى «أولياء الأمر» في تلك الكوميديا الساذجة. اظهار الرئيس الحريري طليق اللسان، في حين عومل كرهينة في يد السلطة السعودية ليبقى لبنان من دون حكومة، ولكي يدور رئيس الجمهورية على نفسه الى أن يقع أرضاً.

لاحظتم الفارق المثير بين صيغة بيان الاستقالة، وحيث قطع الأيدي، ولهجة الحديث التلفزيوني حيث العرض بـ «المفاوضات». نحسن الظن، ونقول ان الرئيس الحريري يقصد «الحوار».

كل العالم تعامل بذهول مع سيناريو تفجير لبنان، واستجرار بنيامين نتنياهو الى بيروت. هذا لا يعني النوم على حرير الحريري. ثمة عقل متغطرس، ولا يرى في الآخرين سوى الذباب.

لعل أحدهم ذكّر صاحب السمو بمن هو ميشال عون، وبمن هم الذين دحروا اسرائيل وأرغموا ضباطها، وجنودها، على النحيب...