لائحة المطالب الخليجية.. أميركا مربط «الفرس»
بالتكافل والتضامن وضعت الدول الخليجية الثلاث السعودية والإمارات والبحرين لائحة مطالب لعتق رقبة قطر. وهذه المطالب التي وُصفت بأنها تعجيزية تكشف عمق الخلاف وحجم الشقاق الذي كبر واتسع وتفاقم، كما تكشف أنّ حصار الدوحة من جهة السعودية، وهي المنفذ والمتنفّس البري الوحيد، سيستمرّ طويلاً ما لم تطرأ مستجدات تغيّر وجهة ومسار المواقف، كما أنّ الضغوط على الوتيرة المرتفعة ذاتها لن تخفّ، طالماً أنّ قطر ترى في طلبات «الأخوة» غير «الأشقاء» شروطاً تعجيزية وبمثابة إذلال لها…
من جملة الشروط المطلوبة من قطر أن تلتزم بها وتنفّذها، وقف دعم وتمويل الأنشطة الإرهابية، وإغلاق المنصات الإعلامية التي تروّج للمجموعات الإرهابية المتطرفة ودعواتها الظلامية والتدميرية!
غير أنّ ما يُطلب من قطر، يجب أن تفعله المملكة السعودية وحلفاؤها الخليجيون، فالمملكة هي الأخرى دعمت الإرهاب وموّلته، وسخّرت منصاتها الإعلامية والسياسية للمجموعات الإرهابية بتسميات حركية، ومارست الدور القطري ذاته في التحريض إلى أقصى الحدود بهدف تدمير سورية وإسقاط الدولة السورية والنيل من وحدتها، ولذلك لا يمكن تصديق أنّ مَن كانت لها اليد الطولى في دعم المجموعات الإرهابية واحتضان المتطرفين، هي ذاتها التي تطلب من الآخرين التوقف عن دعم هذا الإرهاب وتمويله.
في السياق، ما تقوم به السعودية والبحرين والإمارات إضافة إلى مصر، لن يجعل قطر تهرع إلى «بيعة» ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لأنها – أيّ قطر – تدرك أنها في نطاق آمن، وأنّ الخيار العسكري ضدّها أمر مستبعَد. فهي ليست اليمن، وتحتضن أكبر القواعد الأميركية وتقيم مع تركيا علاقات مكفولة باتفاقات ثنائية تترجم راهناً بإرسال قوات تركية إلى الدوحة، كما وتتكئ على خلايا إخوانية منتشرة في بلدان عديدة ولها أدوار وأفعال موغلة في التخريب والإرهاب.
البيت الأبيض أعلن أمس، أنه لن يتدخل في الأزمة الخليجية ما لم يُطلب من أميركا هذا الأمر. وطالما أنّ أميركا هي مربط فرس المختلفين بينهم. وبالمناسبة الفرس ليست أصيلة، فإنّ طلب التدخل لفضّ الاشتباك حاصل لا مناص، لكن بعد الاتفاق على الثمن المقبول أميركياً.