الفضيحة مع إيران هي "أخبار سيئة جدا"

17.08.2017

أدلى الزعيم الإيراني حسن روحاني مؤخرا ببيان صاخب قال فيه: " إذا واصلت واشنطن السياسة الحالية لخنق طهران فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمكنها الانسحاب من الإتفاق النووي". وإن دل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على أن درجة التوتر في الساحة الدولية لا تتناقص أبدا.
وتجدر الإشارة إلى أنه وبعد أن وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تشريعا جديدا بفرض عقوبات على روسيا وكوريا الشمالية وايران، وافق برلمان الدولة على منح مزيد من الأموال من أجل برنامج الصواريخ.  ووفقا لروحاني، فإنه  يمكن لإيران الآن أن تنهي الاتفاق النووي مباشرةً.
"لقد شهد العالم في الأشهر الأخيرة أن الولايات المتحدة، و بالإضافة إلى كسرها المستمر والمتكرر لوعودها في الاتفاق النووي، قد تجاهلت العديد من الاتفاقات العالمية الأخرى وأظهرت لحلفائها أن الولايات المتحدة ليست شريكا جيدا وليست دولةً موثوقة للتفاوض".
ومع ذلك، فإن سياسة ترامب القاسية تجاه  إيران أمر مفهوم. حيث أن الرئيس الخامس والأربعون (ترامب ) للولايات المتحدة محاط بممثلين عن اللوبي الإسرائيلي الذي يبذل كل ما في وسعه لجعل واشنطن تركز بشكل كامل على تل أبيب ليجعل من اسرائيل الحليف الوحيد للولايات المتحدة في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان التوقيع على الاتفاق النووي هو الإنجاز الأهم للرئيس السابق باراك أوباما، وبالتالي فإن العداء الشخصي بين الرئيسين (ترامب و أوباما)  يمكن أن يكون ذريعة في الضغط العدواني على إيران.
و قد شاركت روسيا بشكل فعال في المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران. كما أن مجلس الاتحاد الروسي واثق من أن المزيد من الضغط من واشنطن يمكن أن يلغي جهود الدبلوماسيين الروس. وقال فلاديمير جاباروف وهو عضو سابق في مجلس الاتحاد:  "إن هذه الأخبار تعتبر أخباراً سيئة للغاية، لأن كل الأعمال التي تم القيام بها لإلغاء العقوبات المفروضة على إيران والحد من البرنامج النووي قد ذهبت سدى. فإذا ألغت إيران هذا الإتفاق، فإن الوضع في الشرق الأوسط سوف يزداد سوءا بشكل كبير حيث ستتدهور علاقات إيران مع إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط، وسيزداد الوضع سوءا إذا تطور السيناريو السلبي مع كوريا الشمالية بشكل متزامن مع مشكلة إيران في الشرق الأقصى، حيث أن الصراع العسكري في تلك المنطقة سيصل إلى ذروته "،.
إن المواجهة الدبلوماسية والخطابية بين واشنطن وبيونغ يانغ تضيف مزيدا من التوتر على الساحة الدولية.
وفي الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أن هذه الحالة مفيدة حتى لروسيا في بعض النواحي. حيث يبدو موقف موسكو ثابتاً و محدداً في مواجهة الهجمات المتناقضة والهستيرية التي تأتي من زعماء عدد من البلدان. في حين أن الولايات المتحدة لديها علاقات متوترة للغاية مع إيران وكوريا الشمالية، وروسيا هي اللاعب الوحيد الذي يمكنه تحييد المواجهة المباشرة، مما يجعلها أكثر حزما كزعيم بديل في العالم المتعدد الأقطاب.