الدولار الأمريكي وديون الولايات المتحدة

الدولار الأمريكي وديون الولايات المتحدة
26.09.2019

كتب نيكولاي بروتسينكو، في صحيفة "فزغلياد" الروسية بشأن الأوهام التي تنطوي عليها توقعات انهيار العملة الأمريكية.

وجاء في المقال: قبل بضعة أيام من نهاية السنة المالية أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن عجز الموازنة ارتفع بنسبة 19% خلال 11 شهرا.

العجز المتزايد في الميزانية، أثار قلق ترامب وففي أكتوبر من العام الماضي، طلب الرئيس من مجلس الوزراء الأمريكي خفض النفقات في جميع الوزارات والدوائر الفيدرالية بنسبة 5 %.

يعتقد المحللون الأمريكيون بأن كل هذه تدابير تجميلية فهم يعزون الارتفاع في عجز الموازنة الأمريكية إلى تخفيض ضريبي قدره 1.5 تريليون دولار، قام به ترامب فور توليه السلطة. وكما لاحظت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن محللين في لجنة الميزانية الفدرالية الأمريكية، فبحلول العام 2028، قد يصل العجز إلى 2 تريليون دولار.

صياغة مسألة العجز في الولايات المتحدة تبدو غريبة، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة نفسها تصدر دولارات تنطوي على التزاماتها، كما يشير الباحث في الشؤون الأمريكية، أليكسي تشيرنيايف. ويذكّر بأن الكونغرس يقوم دائما برفع عتبة ديون الحكومة الأمريكية، ولم يكن لنمو الديون عواقب سلبية سواء على الولايات المتحدة  أو الاقتصادات العالمية.

وفي الصدد، قال الأستاذ المساعد في المدرسة العليا للاقتصاد، بافيل رودكين: "الدولار، مجرد ارتسام خارجي والجزء الطافي من جبل الجليد لنظام مالي معقد يتطور ويتحول من أجل إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية الاقتصادية الحالية. سيكون من الخطأ تقييم الدولار في إطار العملة الوطنية الكلاسيكية والنظام النقدي للرأسمالية القديمة. يسمح النظام الجديد للدولار، والنظام المالي بأكمله، ليس فقط بالحفاظ على الاستقرار، ما يتعارض مع المنطق الاقتصادي "العادي"، إنما وضمان الهيمنة العالمية. هذا، بالطبع، لا يعني أن هذا النظام غير قابل للاستنفاذ".

ووفقا له، فإن انهيار الدولار سيكون نتيجة لتحول آخر للنظام المالي العالمي.. ومع ذلك، فإن توقعات انهيار الدولار أو انهيار الاقتصاد الأمريكي، في الوقت الحالي، لا تختلف كثيرا عن توقعات انفجار بركان يلوستون الشهير، الذي على وشك الحدوث والذي بالتأكيد سيقضي على أمريكا.