جدوى الاتصالات السرية بين السعودية وإيران
كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول ما سماه استعراض الرياض استعدادها للحوار مع طهرانـ فيما لا يرى الخبراء أن السعودية مضطرة إلى ذلك.
وجاء في المقال: يبدو أن السعودية مستعدة لتخفيف موقفها من منافستها الإقليمية، إيران. فقد نقل موقع "عربي 21" عن مصادر دبلوماسية أن اتصالات وزارية غير رسمية جرت بين الرياض وطهران، وفرت لها الحكومة العراقية منصة. ووفقا لهذه المعلومات، فإن ما دفع المملكة للاستفادة من القناة الدبلوماسية، الموقف الصعب الذي وجدت نفسها فيه بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
فالمملكة العربية السعودية مهددة بعقوبات، ولقد قاطعها موردو الأسلحة. ألمانيا، مثلا، وهي أحد أكبر المصدرين، قررت إيقاف صفقات الأسلحة مع المملكة على خلفية جريمة اسطنبول. والحظر لا يشمل العقود الجديدة فقط إنما والعقود المبرمة قبلا. في هذا الصدد، وقف الاتحاد الأوروبي.. عاجزا أمام الرأي العام، حيث كان هناك إجماع حول السياسة الخارجية السعودية. أما في الولايات المتحدة فهناك خلاف حول ما إذا كان يصح التعامل مع الرياض.
في بيئة الخبراء، لا ينفون وجود قنوات اتصال بين الطرفين، السعودي والإيراني. فالأستاذ في قسم الدراسات الشرقية المعاصرة في كلية التاريخ والعلوم السياسية والقانون بجامعة موسكو الحكومية للعلوم الإنسانية، غريغوري كوساتش، يرى أن المملكة العربية السعودية ليست في موقف مأساوي يدفعها لتغيير مسار سياستها الخارجية.
"فالحديث يمكن أن يدور فقط حول المشاكل التي تواجهها الرياض مع الكونغرس الأمريكي، وليس مع الإدارة الرئاسية. يمكن الحديث عن مشاكل مع بعض دول أوروبا الغربية أو مع كندا. ولكن يجب ألا ننسى أن للمملكة العربية السعودية علاقات ممتازة مع الصين، وعلاقات ممتازة مع اليابان والهند. هذا مؤشر جدي على أن عزلة المملكة لم تتحقق. يمكن تقييم دورنا في العالم الحديث بأشكال مختلفة، ومع ذلك، فروسيا اتخذت موقفا محايدا من المملكة العربية السعودية في "قضية خاشقجي". وهذا أيضا دليل على انتفاء هذه العزلة".