ضرورات إرسال الجيش إلى قطر

23.07.2017

أنشأت الآن جبهة من شرق المتوسط ​​إلى بحر عمان. ولا يمكننا الدفاع عن سلامة أراضي تركيا إلا من خلال إقامة موطئ قدم على طول هذا الخط.
قوتنا الرئيسية في هذا الخط هي وبلا شك القوة الوطنية التركية.
ومع ذلك،فهناك دول أخرى تقاوم العدوان الأمريكي / الإسرائيلي على نفس الخط. وهذه البلدان هي مجموعة من حلفاء تركيا. و إذا استخدمنا هذا التحالف فإن النصر سيكون مؤكدا. و إذا لم نفعل ذلك، فإننا سندفع ثمنا باهظا (النتائج ستكون كارثية جدا).
إن الحرب الداخلية هي حرب ضد الإمبريالية في عصرنا هذا. نعم إن الحرب ضد الإمبريالية هي حرب على الصعيد الوطني، وفي الوقت نفسه، هي حرب على الصعيدين الإقليمي والعالمي أيضاً.
تذكر حربنا الاستقلالية الأولى التي بدأت في عام 1914 مع الحرب العظمى وانتهت في أزمير  بانتصار ساحق في 9 نيسان/ أبريل 1922: في المرحلة الأولى استطعنا الدفاع عن وطننا و استطعنا إقامة تحالفات مع ألمانيا ودول المحور فقط، وأما في المرحلة الثانية استطعنا أن نقيم تحالفات مع روسيا السوفييتية واضطهدنا العالم عندما كانت هناك ضرورة من أجل تحقيق النصر. وبالتالي فإن المرحلة الأولى هي التي خلقت إمكانية حدوث المرحلة الثانية. 

تقدم إيجابي في الجبهة:
واليوم، سوف تحقق تركيا  النصر عن طريق تشكيل التحالفات. ومن وجهة النظر هذه توجد دلائل هامة على التقدم.
وكانت إدارة رجب طيب أردوغان وقطر - حتى أمس -  في وضع تحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل. حيث شاركت كل منهما  في حرب الولايات المتحدة وإسرائيل لإسقاط الحكومة السورية. أما الآن فهما تقفان في نفس الجبهة مع سوريا. وحتى ألمانيا لم تعد تقف مع الولايات المتحدة بعد الآن.
إن الجيش السوري الحر هو من بين المجموعات العسكرية التي دفعتها الولايات المتحدة للقتال على خط الجبهة الأمامي ضد الحكومة السورية. و الجيش التركي قاتل ضد أعداء سوريا وهم  داعش و حزب الاتحاد الديمقراطي ( وحدات حماية الشعب الكردي) خلال عملية درع الفرات التي قامت بها تركيا لتبعد عن حدودها الجنوبية كل من تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية.
وكما ذكرنا منذ البداية، فتحت سيطرة الجيش التركي انضمت كتائب السلطان مراد (وهي كتائب من التركمان تتماشى مع المعارضة السورية وتحصل على تمويلها من تركيا بشكل مباشر) إلى الجيش السوري الحر. وبهذه الطريقة عبر الجيش السوري الحر مع تركيا إلى خط الجبهة حيث قوات الحكومة السورية.

وفي هذه المدة، من الواضح أن آخر تقدم هام كان فشل محاولة الولايات المتحدة لإقامة تحالف سني. وعلى الرغم من محاولات الولايات المتحدة، لم تجتمع تركيا وقطر مع السعودية وشيوخ الخليج بل اختارت أن تقف بجانب سوريا وإيران والعراق وروسيا.

خطنا الأمامي في قطر:
في الطرف المقابل توجد قوى عظمى لا يستهان بها وهي الولايات المتحدة وإسرائيل. وبالتالي يتعين على تركيا أن تستخدم تحالفاتها المحتملة من أجل ضمان سلامة أراضيها. فكل جبهة تفتح ضد الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة تقوي وتدعم الجبهة الداخلية في تركيا. وبسبب هذا، فإن أفكاراً مثل "ما المشترك بيننا وبين قطر؟" أو "لا ينبغي لنا أن نشارك في الصراعات بين العرب" أو "لا تضحي بعقيدتك في قطر" أو"لا تبع دمك في قطر" تظهر بأن  واقع الخط الأمامي من شرق المتوسط ​​إلى بحر عمان لم يتم فهمه على الإطلاق.
إذا قاومت قطر وعززت موقفها مع سوريا وإيران، فإن حرب تركيا من أجل الوطن الأم ستزداد قوة.

موطئ للتجمع وتعزيز بالثقة:

وعلاوة على ذلك، فإن قطر هي موطئ ​​للتجمع و الاجتماع مع الحلفاء. في هذا الموطئ سنصبح صفا واحدا مع إيران، و مع روسيا، و مع الدول الأخرى التي تقاوم الولايات المتحدة.
وبسبب تصدير الإرهاب إلى سوريا من قبل إدارة طيب أردوغان في الماضي، هناك عدم ثقة تجاه تركيا. وبالتالي فإن قطر تعتبر مجالاً مهماً جدا بالنسبة لنا من أجل تحويل هذه النظرة المشبوهة إلى ثقة. فقد عطلت تركيا (من خلال وقوفها إلى جانب قطر) التحالفات السنية مع الولايات المتحدة وإسرائيل وحصلت على ثقة دول المنطقة. لذلك، فإن خطط الصراعات القائمة على محور الطوائف الدينية تعطلت . وقد اتخذت دول المنطقة مواقفها ضد الإمبريالية من خلال المساهمة المحددة لتركيا.

المشاركة ضد الإمبريالية وبشدة:
موقف تركيا لا يعتبر مشاركة في الصراعات بين الدول العربية، بل هو مشاركة في الكفاح ضد الإمبريالية.
بعد أن تم تحديد  الخط الأمامي للجبهة بأنه يمتد من شرق المتوسط ​​إلى بحر عمان.
يجب إنشاء مراكز الدفاع في خطوط متقدمة ضد خطة الولايات المتحدة "كردستان".
كما يتوجب على تركيا مقابلة الحلفاء والفوز بثقتهم.
عرقلة خطط الولايات المتحدة الأمريكية.
لا تبع دم محمد، فإنه يعطي واجباً للأهمية الاستراتيجية للعقيدة في الدفاع عن الوطن الأم.
أولئك الذين يعارضون إرسال الجيش إلى قطر، مهما كانت نيتهم، فهم يعارضون أن تصبح الجبهة الداخلية ضد الولايات المتحدة أقوى.