باستخدام "قسد" و"داعش"... ماذا يخطط الموساد الإسرائيلي في شمالي شرق سورية؟

29.08.2020

تتميز سورية بموقعها الجيو استراتيجي كبوابة رئيسية تطل على شرقي البحر الأبيض المتوسط بل تتربع في قلب الشرق الأوسط لا بل هي مفتاح العالم، الذي يتحكم بعقدة شبكة مواصلات الطاقة العالمية.

سورية تتمسك بسيادتها منذ وجودها وهي اليوم تخوض معركة الدفاع عن ذاتها. وتواجه حربا هي الأشرس بل تعتبر سابقة لم يحدث لها شبيها في ذاكرة تاريخ الحروب.

وعلى الرغم من السنوات الطويلة لحرب تميزت بالعبث بعقول بعض أبنائنا وتدجين سلوكهم فقد نجح العدو جزئيا في استهداف " الدين والعلم والثقافة والروابط الاجتماعية والأسرية وعلاقات الادارة والإنتاج وهيبة الدولة والجيش والأمن والقضاء". لكنه فشل في تحقيق هدف الحرب، بسبب جدار المناعة الوطنية السورية الذي ما يزال ناجحا في التصدي لأدوات الحرب وبيده مبادرة الدفاع الصامد والنجاح في الانتقال إلى إرادة وطنية تحقق إعادة بناء الدولة الوطنية التي حاول العدو "الصهيو- أمريكي – التركي" تفكيكها وتخريب بنيتها من خلال العبث في المكونات الاجتماعية والإثنية وتشويه البناء الحضاري والإرث الروحي السوري.

تتحدث أوساط إعلامية عالمية تنسب مصدرها إلى المخابرات الفدرالية الألمانية ( أن الكيان الصهيوني يخطط باستخدام عناصر الموساد التي تنتشر في المنطقة؛ لتشكيل كيان كردي في شمال شرق سورية من خلال الاعتماد على نشاط المخابرات المركزية الأمريكية والقوات المركزية الأمريكية أيضا وعلى وجود ما يسمى "قسد" وعلى الاغتيالات ومعسكرات الموت التي تقيمها قسد و"داعش" وكذلك من خلال ممارسة، عمليات تهجير ممنهجة ومخططة بحيث يكون قطع المياه، وحرق المحاصيل، وتدمير الجسور وشبكات المياه وقطع الكهرباء، وقطع ارتباطهم بالوطن الأم سورية، بل والهيمنة على المنطقة وتهميش دور العنصر العربي مقدمة لجعل المنطقة تحت الاحتلال والسيطرة "الكردية".

يقوم الموساد الصهيوني بالتنسيق مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والقوات المركزية الأمريكية بوضع قائمة سوداء وباستخدام بعض العملاء "الأكراد" في منطقة الجزيرة السورية، بعلم بعض كبار مسؤولي ميليشيا "قسد". يتم خلالها تحديد الأهداف التي يتم التخطيط لاغتيالها كشخصيات وطنية ترفض التعاون مع المشروع الأمريكي، وهي من المشايخ ووجهاء العرب المؤثرين والنشطاء وخاصة من عشيرة العقيدات والبكارة والنصر والسبخة والجبور وطي وغيرهم.. ممن يحضر لتصفيتهم بهدف التخلص من جميع الرموز الاجتماعية والوطنية في المنطقة التي تؤثر الآن أو في المستقبل على القرارات التي ستتخذ في المنطقة خاصة فيما يتعلق بالنفط والأرض.

كذلك ما يرتبط بالمناهج التربوية المقترحة وما يتعلق بالدين الإسلامي ودستور المنطقة المقترح، كما تحاول شراء مواقف شخصيات يمكن أن تكون مؤثرة في بيئتها.

ويتابع التقرير بتوجيه من " CIA لقوات "قسد" أن تستمر باللعب بوتر عودة الدواعش أو الجيش السوري للمنطقة وترهيب الناس من ذلك بأي شكل كان، والإبقاء على حاملي الفكر الداعشي أو المتطرف في المنطقة الشرقية وتغذيته واستخدامه بالوقت المناسب ، مستندين إلى جهل الناس في هذه المنطقة بالسياسة، وكذلك العمل دوماً على إظهار الحكومة السورية و"نظامها" وجيشها بكل أنواع الهمجية والإجرام حتى تبعد المسافة مع الزمن بين سكان الجزيرة السورية وباقي أراضي سورية ، ولا تبخل بالدعم المالي للعاملين معها والمنتسبين لقواتها لاستقطاب موالين جدد لها.)

يتم تحقيق الهدف اليوم عبر تنفيذ عمليات اغتيال متنقلة تطال شخصيات وأفرادا لهم دور اجتماعي وعشائري وقبائلي وبث الشائعات والفبركات المحرضة؛ بهدف تحريك الشارع ونقل الغضب الجماهيري من هذه العمليات والدفع نحو الحقد على الجيش السوري. جاء التدخل السعودي لدى العشائر السورية بغية تنسيق مواقفها مع قسد والتعاون مع جيش الاحتلال الأمريكي؛ لإخماد المقاومة الوطنية والإيحاء أنه صمام الأمان، ومستعد لتمويل كل من يتعاون معه بهدف منع تعاظم المقاومة الوطنية السورية. بحيث يتكامل العدوان ويرتفع مستوى الضغط على سورية. يضاف إلى ذلك، السيطرة على مقدراتها من المياه، واغتصاب آبار النفط والغاز بعد أن تعاقدت على سرقتها مع شركة أمريكية، ورفض إعادة أي جزء من التراب المحتل شرقي الفرات إلى الدولة الوطنية.

يراهن الأمريكي على إنهاك الدولة وإفشالها وتآكل مؤسساتها، عبر توسيع مساحة الحرب وامتدادها أفقيا وعموديا بأشكال متعددة وعلى عامل الزمن لتغيير العقول وأدوات التفكير وإعادة إنتاج عوامل جديدة حيث يستثمر بعقول سيطر عليها وما زال يروضها لصالحه، من مقولة أن الأبناء الجدد الذين تم تغيير بيئتهم التربوية والتعليمية والمجتمعية والأسروية سوف يفقدون ثقافتهم وهويتهم وانتماءهم ويتم اجتثاثهم من جذورهم، وأنه كلما طال زمن ابتعادهم عن الدولة الوطنية بات من السهل إعادة توجيه البوصلة لديهم، وخاصة حين يعمل التركي على دغدغة أحلام اليقظة لديهم بأن المنقذ هو دولة "الخلافة " الخرافة بقيادة "السلطان العثماني الجديد أر دوغان". ومع التأكيد على وعي المواطن السوري الكردي وتمسكه وارتباطه بوطنه سورية – لا ننسى خطورة دور " الكردي الانفصالي ذو الجذور التركية المتأمرك" الذي يشارك اللص الأمريكي في سرقة الثروات الوطنية السورية وفرض العقوبات الأمريكية القسرية الأحادية الجانب.

أدى استهداف مشايخ العشائر وقادة الرأي العام، إلى ظهور حركة صاعدة بدأت ترسم ملامح حراك جديد يصنعه إنسان سوري قرر الوقوف بوجه الاحتلال وأدواته. فالمقاومة الوطنية السورية هي الحل الوحيد لمواجهة أدوات العدوان وهي القادرة على استعادة الأرض المحتلة من الحسكة إلى تل أبيض وإدلب والجولان ولواء الاسكندرون السليب

المقاومة سلوك إنساني رفيع نمارسه جميعا في مواقع المسؤولية، يبدأ من التخطيط الاستراتيجي السليم وإدارة التخطيط الذي يهدف إلى تأمين الحماية الاجتماعية وتعزيز وتحصين بناء المعرفة. والايمان بالعلم والاستثمار بالانسان ، ولا تتوقف المقاومة في حقول وبيادر العطاء بل انها تعبر من خطوط الإنتاج، إلى ميادين التدريب وخوض الحرب والقتال لمكافحة الإرهاب. إنها الإيمان بارتقاء الهوية الوطنية وممارسة الانتماء والولاء بصدق ووفاء يسمو إلى مستوى تضحيات شهدائنا؛ الذين بذلوا أرواحهم من أجل وطن نستحق ان نحمل شرف الانتساب إليه.