بالرغم من إجراءات ماكرون... استمرار التظاهرات الشعبية والاعتقالات في فرنسا
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن عدد المتظاهرين الذين شاركوا في احتجاجات "السترات الصفراء"، اليوم السبت، وصل إلى حوالي 33500 في منتصف النهار، أي ما يقارب نصف مستوى المشاركة في الأسبوع الماضي.
وذكرت الشرطة في باريس أن أقل من ثلاثة آلاف تجمعوا في العاصمة للمرة الخامسة على التوالي من المظاهرات التي كانت سلمية حتى الآن، وذلك بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".
وذكرت وكالة "رويترز" أن المحتجين لوحوا بالأعلام وحملوا لافتات، كما حاولت الشرطة منع تقدمهم مطلقة الغاز المسيل للدموع حين اندلعت الاشتباكات.
وانتشرت الشرطة وقوات الأمن بأعداد كبيرة في باريس حيث بلغ عددهم نحو 8000 رجل شرطة، مدعومين بـ14 عربة مدرعة كما تم الاستعانة بفرقة من الشرطة على الأحصنة.
وكان ماكرون قد أعلن، الأسبوع الماضي، رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على أصحاب المعاشات، مقدما تنازلات بعد أسابيع من احتجاجات شابتها في الغالب أعمال عنف ومثلت تحديا لسلطته.
كما أعلن أن الحد الأدنى للأجور سيزيد 100 يورو شهريا دون تكاليف إضافية على أصحاب العمل، وستلغى الزيادة الأخيرة على ضرائب التأمين الاجتماعي لأرباب المعاشات الذين يتقاضون أقل من ألفي يورو.
وقال: "نريد فرنسا يعيش فيها المرء بكرامة من خلال عمله، وقد سرنا في هذا السبيل ببطء أكثر من اللازم. أطلب من الحكومة والبرلمان القيام بما هو ضروري".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أحد المحتجين الشباب القول "في المرة السابقة، كنا هنا من أجل الضرائب "هذه المرة للمؤسسات: نريد المزيد من الديمقراطية المباشرة"، مضيفا أن الناس في حاجة إلى "الصراخ لجعل أنفسهم مسموعين".
وذكرت الوكالة الفرنسية أن حركة "السترات الصفراء" رفعت عشرات المطالب من الحكومة ولكن ليس لديها برنامج متفق عليه أو قادة معينين، مما يجعل مهمة التفاوض معهم صعبة.
وأشارت إلى أنه "حتى الآن، دعمت أغلبية واضحة من الفرنسيين الاحتجاجات، التي اندلعت في البداية حول رفع الضرائب على الوقود، قبل أن تصل إلى معارضة واسعة لخطط ماكرون المؤيدة للأعمال التجارية وكذلك أسلوب حكمه".
لكن استطلاعين للرأي، نشرا يوم الثلاثاء، في أعقاب تنازلات ماكرون، أوضحا أن البلد الآن منقسم على نطاق واسع 50-50 حول ما إذا كانت الاحتجاجات يجب أن تستمر.