آخر التطورات العسكرية و السياسية في سوريا

19.02.2017

استعادت وحدات من الجيش العربي السوري قرية الطرفة الشرقية في منطقة البيارات بريف حمص الشرقي، كما سيطرت وحدات أخرى  على مساحات جديدة خلال ملاحقتها لإرهابيي تنظيم “داعش” في منطقة البيارات بريف تدمر الغربي. وفي وقت لاحق مساء أمس أكد مصدر عسكري لـ«الوطن» أن «الجيش سيطر على عدة نقاط على اتجاه مدرسة السواقة الواقعة على بعد أقل من 8 كم غرب مثلث تدمر».

وتواصل كتائب الحرس الجمهوري استعدادتها لإطلاق معركة «الغوطة الشرقية» ضد جبهة النصرة والميليشيات غير الملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، والتي تزامنت أمس مع إطلاق عملية عسكرية في حيي برزة والقابون شمال دمشق.

وتفقد وفداً عسكرياً رفيعاً من الخبراء الروس يرافقهم عدد من ضباط الجيش العربي السوري أمس عدداً من نقاط الجيش ومواقعه في مناطق مخيم الوافدين وتل كردي وتل الصوان.
وتشير الزيارة بحسب مصدر ميداني إلى الاطلاع على الواقع الميداني هناك والتنسيق المشترك تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد «النصرة» والميليشيات التي لم تلتزم باتفاق وقف الأعمال القتالية، إضافة إلى قيام تلك الميليشيات بمنع الأهالي من الخروج عبر معبر مخيم الوافدين الآمن الذي حدده الجيش لأهالي الغوطة الراغبين بالخروج، منذ الرابع من الشهر الجاري وكذلك للمسلحين الراغبين بتسوية أوضاعهم، دون أن يكشف المصدر توقيت انطلاق العملية.
في غضون ذلك، ذكر نشطاء على «فيسبوك» أمس أن الجيش بدأ عملية واسعة استهدف فيها مواقع النصرة في حيي القابون وبرزة البلد على أبواب دمشق الشمالية الشرقية.
وجاءت العملية، بعد استعدادات سابقة بدأها الجيش في مدخل القابون الشمالي الشرقي عندما انطلقت حملة منذ مدة لإزالة المخالفات المتواجدة بجانب طريق دمشق حمص الدولي.
ورجح مراقبون أن تكون عملية «برزة والقابون» تمهيداً لإطلاق عملية الغوطة أيضاً ولاسيما أن الحيين تربطهما بالغوطة الشرقية عدة أنفاق يعتمد عليها مسلحو الغوطة.

وداخل مدينة حمص، واصل الجيش الرد على خروقات المسلحين في حي الوعر لليوم الثالث على التوالي «إثر فتح الميليشيات الإسلامية المتركزة في أطراف الحي لنيران قناصتها على مناطق في المشفى العسكري بمدينة حمص» وفقاً لما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
إلى ريف حلب الشرقي، وبعد سيطرة الجيش على قرى «مغارة أبو جبار ومشرفة أبو جبار وبيجان وتل بيجان الإستراتيجي ورسم الكما ورسم الكبير وشويلخ» الأسبوع الماضي، ذكرت «سانا» أن الجيش استعاد أمس «تل حميمة الإستراتيجي» بعد معارك عنيفة مع داعش».
ورجح مراقبون أن يكون اتجاه الجيش السوري شرقي حلب ليقطع الطريق أمام احتمال لتقدم عملية «درع الفرات» باتجاه الجنوب إلى الرقة التي يريد الجيش أن يستعيدها بنفسه.
جنوباً في درعا تواصل تصدي الجيش لهجوم «النصرة» والميليشيات المتحالفة معها في إطار معركتها «الموت ولا المذلة» التي أطلقتها الأسبوع الماضي، وسط أنباء تحدثت أمس عن تقدم للميليشيات في حي المنشية بالمدينة وفقاً لمواقع معارضة.

وقال الجيش التركي في بيان، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء: إن «عملية انتزاع السيطرة الكاملة على منطقة الباب قاربت نهايتها ومقاومة جماعة داعش الإرهابية انهارت إلى حد كبير».
لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض ذكر، أن الميليشيات المسلحة السورية المنضوية ضمن عملية «درع الفرات» اللاشرعية المدعومة من تركيا «لم تحقق تقدماً جديداً يذكر». وقال: إن «التنظيم ما زال يسيطر على 90 بالمئة من بلدة الباب نفسها وإن القصف التركي والضربات الجوية قتلت 45 مدنياً من بينهم 18 طفلاً خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية».

سياسيا وبعد اختتام اجتماعات «أستانا 2»، بدت موسكو وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، قد تجاوزت محاولات التشويش على جهودها لحل الأزمة السورية، بموازاة تخفيض الأمم المتحدة سقف توقعاتها من جنيف 4 المقررة في 23 الجاري، والتي تستمر عقدة تشكيل «وفد واحد للمعارضة» في واجهة تحديات واستعدادات عقد المؤتمر، وخصوصاً مع إعلان «منصة موسكو» مقاطعتها المؤتمر.

وبينما يتكشف عن المزيد من الخلافات في داخل «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة، اتهم ثلاثة أعضاء من مكتبها التنفيذي «الهيئة» بـ«محاباة الهيئة العليا للمفاوضات بسلوكها الإقصائي ودورها المعرقل في تشكيل وفد واحد للمعارضة» إلى محادثات جنيف المقبلة.