الجيش السوري ينتقل لحرب "الاستنزاف" لإنهاك "النصرة" وتدمير مواقعها ويوسع إلى الريف الحلبي

24.06.2019

يواصل الجيش السوري استهدافه لمواقع وتحصينات وتحركات المجموعات المسلحة على محاور أرياف حماة وإدلب وحلب بهدف قطع إمدادات الإرهابيين واستنزاف قواهم على جبهات القتال، فيما بقيت خرائط السيطرة ثابتة في الأيام الأخيرة.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصدر عسكري أن الجيش السوري بدأ اتباع أساليب "حرب الاستنزاف" عن طريق استهداف طرق إمداد وتحركات الإرهابيين في العمق على محاور أرياف حماة وإدلب وحلب.

ولفتت الصحيفة إلى أن الهدف من هذا التكتيك هو استنزاف قوى المجموعات المسلحة، مشيرة إلى أن خارطة الوضع الميداني، لا تزال على حالها رغم ضراوة المعارك، واستماتة الإرهابيين في إحداث أي خرق يسمح لهم باستعادة الاستثمار والتحشيد الإعلامي.
وبالإضافة إلى 3 أيام من الغارات على عمق المحاور في ريف حلب الجنوبي والغربي، أغار الطيران الحربي أمس السبت على مواقع للمجموعات المسلحة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل.

حيث أفاد موقع "الوطن أون لاين" السوري أن الطيران الحربي شن غارات على مواقع التنظيمات المسلحة في خان السبل ومحيطها وشمال معرة النعمان وإحسم وكنصفرة في ريف إدلب ما أسفر عن تدميرها بالكامل.

كما أغار سلاح الجو على مواقع ونقاط انتشار تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي وحلفائه في اللطامنة وكفر زيتا وأطراف مورك بريف حماة الشمالي، وفي تل ملح شمال محردة، كذلك استهدف مواقع الإرهابيين في كفر عين وكفر سجنة ومدايا والنقير وعابدين وتل النار وأطراف خان شيخون والهبيط بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.

ونقلت "الوطن" عن مصدر ميداني أن سلاح الجو قطع خطوط إمداد الإرهابيين في شمال محردة، وضربهم ضرباتٍ موجعةً على جميع المحاور والجبهات بريفي حماة وإدلب، وكبدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، مشيرا إلى أنه لا تغيير في خريطة الوضع الميداني شمال محردة، وأن الجيش يتبع مع الإرهابيين أساليب حرب الاستنزاف، بكل أنواعها، لينهك قواهم أكثر مما هي منهكة.
تأتي هذه الاستهدافات في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، تزامناً مع توسيع الطيران الحربي مجموعة أهداف خيارات عملياته الجوية، لتطول عمق خطوط إمداد المجموعات المسلحة الواقعة في ريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي.

وشن سلاح الجو خلال الأيام الثلاثة الماضية، غارات على مراكز قيادة وتحكم لـ"جبهة النصرة"، والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بها، في منطقة إيكاردا وريف المهندسين الثاني، وبلدة الشيخ أحمد، بريف حلب الجنوبي الغربي. وأيضا استهدفت الغارات المقر السابق للفوج ٤٦ قرب بلدة الزربة، والذي يعد قاعدة عسكرية ضخمة لـ"النصرة"، وأهم مركز تدريبي لها غرب حلب.
وبينت مصادر أن غارات يوم أمس للطيران الحربي السوري والروسي، على مقر الفوج ٤٦، دمرت بالكامل شاحنات محملة بالذخائر، كانت في طريقها إلى جبهات حماة، على حين جرى نسف مستودعين يضمان صواريخ "غراد" و"تاو"، في مزارع ريف المهندسين الثاني بمن فيهما من إرهابيي "النصرة".

من جهة ثانية رصد مراسل "سبوتنيك" في حماة وصول تعزيزات إضافية إلى محاور التماس في ريف حماة الشمالي الغربي، مشيرا إلى أن الساعات القليلة الماضية شهدت استقدام عدة مجموعات تعمل تحت إمرة العميد سهيل الحسن الملقب بـ (النمر).

وقال قائد إحدى المجموعات القتالية في المحاور المتقدمة لجبهة ريف حماة أن التعزيزات الجديدة تتخذ طابعا تكثيفيا نوعيا، وهي من جسم القوات المرابطة في جبهات ريف حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي بما في ذلك القرى التي استعادها الجيش السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ورأى مراسل "سبوتنيك" في التعزيزات الجديدة مؤشرا مرجحا على نيّة الجيش استئناف عملياته العسكرية في الساعات القليلة القادمة.

وأكد أن القوة العسكرية الجديدة التي وصلت إلى المنطقة، ومن ضمنها قوات اقتحام تعمل ضمن مجموعات "النمر"، يعرف عنها تمتعها بخبرة كبيرة في ميدان القتال، وتمرسها الكبير في معارك التضاريس المتنوعة.

وبين المراسل أن جبهة ريف حماة الشمالية والشمالية الغربية، شهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية سلسلة متواصلة من الاستهدافات المدفعية والصاروخية والغارات الجوية المركزة على مواقع تابعة لتنظيم جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) والتنظيمات المتحالفة معه في اللطامنة وكفرزيتا والزكاة والأربعين وخان شيخون والهبيط ومعرتحرمة وترملا بين ريفي حماه وإدلب.