ردا على قضية "كولفين" الأمريكية... العكام: كم ترليون دولار على واشنطن دفعها لسوريا
دعا عضو مجلس الشعب السوري محمد خير العكام المنظومة القضائية في بلاده أن تتجه إلى تحريك آلاف الدعاوى بحق واشنطن لاستصدار أحكام تغرمها بتعويضات لأسر آلاف "الشهداء" السوريين ممن قتلوا بنيران المقاتلات الأمريكية.
وبعد يوم على إعلان محكمة في الولايات المتحدة أن الحكومة السورية مسؤولة عن وفاة الصحفية الأمريكية ماري كولفين، وعن مطالبتها بدفع أكثر من 300 مليون دولار لأسرة الصحفية المذكورة كتعويض، قال العكام وهو أستاذ القانون في جامعة دمشق لوكالة "سبوتنيك":
"بما أن المنظومة القانونية في الولايات المتحدة الأمريكية تسمح لمحاكمها بإصدار أحكام غيابية ضد دولة أخرى بحجة أنها تدافع عن مواطنيها، فأنا أدعو المنظومة القانونية في سوريا لأن تنحو المنحى ذاته، وخاصة مع الاعتراف الذي صدر منذ يومين عن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي أقر بأن قوات التحالف قتلت 1190 مدنيا في سوريا".
وأضاف العكام: بالإضافة إلى هذا الرقم، هناك عشرات آلاف السوريين الذين قضوا بنيران طيران التحالف الأمريكي في محافظات مختلفة وخاصة في الرقة التي دفن القصف الأمريكي فيها أحياء سكنية مأهولة بأكملها تحت الأنقاض بحجة تحريرها من "داعش"، ولا يزال معظم هؤلاء تحت الأنقاض حتى الآن، بالإضافة إلى ضحايا الجيش الأمريكي بعد تحول القصف بالأسلحة المحرمة طقسا يوميا في مناطق ريف دير الزور الجنوبي الشرقي الذي ترتكب فيه طائرات التحالف يوميا مجازر يندى لها الجبين.
وأضاف العكام: كل ضحية سقطت في سوريا بنيرانهم يجب أن يساءلوا عنها قانونيا، "ولذلك أدعو المتضررين وذوي الشهداء برفع الدعاوى القانونية لدى المحاكم المختصة، كما أدعو منظومتنا القانونية ومحاكمنا لتحريك هذه الدعاوى بهدف الحصول على أحكام قضائية ضد الجيش الأمريكي والحكومة الأمريكية".
ورأى العكام أن قانون الإرهاب في سوريا بحاجة إلى إعادة النظر ببعض مواده ليسمح للمتضررين برفع الدعاوى ضد الدول المسؤولة، ومطالبتها بالتعويضات عن الضحايا، وخاصة ضد الولايات المتحدة الأمريكية التي رعت الإرهاب في سوريا ومدت التنظيمات الإرهابية بالسلاح، وتسببت بقتل مئات الآلاف من السوريين وبتهجير الملايين، وكل ذلك بهدف الوصول إلى النتائج القانونية التي تسمح بمقارعة الولايات المتحدة الأمريكية في أي معركة سياسية.
ودعا العكام وزارة الدفاع السورية لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لمحاكمة الولايات المتحدة الأمريكية التي قصفت غير مرة وحدات عسكرية سورية وقتلت مئات الجنود، كما حصل في جبل الثردة بدير الزور.
وحول مقتل الصحفية الأمريكية ماري كولفين في سوريا عام 2012 قال العكام: إن الصحفية المذكورة دخلت الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، وكانت موجودة إلى جانب الإرهابيين أثناء قيامهم بمهاجمة المناطق الآمنة لتنقل الأخبار المفبركة، ومن حق الجيش السوري أن يقصف مواقع الإرهابيين دفاعا عن الشعب السوري، وفوق ذلك كله لا يوجد ما يؤكد أن قصف الجيش السوري هو ما تسبب بمقتل الصحفية المذكورة، وبالتالي لا يحق لأي محكمة أمريكية أن تصدر أحكاما بهذا الخصوص ضد الحكومة السورية.
وتابع العكام بالقول: بالمقابل، فإن القوات الأمريكية الموجودة في سوريا بطريقة غير شرعية هي من عبرت البحار لتجلب الدمار والقتل على شعبنا، وهناك على الأقل اعتراف رسمي بقتلها 1190 مدنيا في سوريا، وإن كان "ثمن" الحياة الأمريكية الواحدة برأي المحكمة الأمريكية هو 300 مليون دولار، فكم ترليون دولار على الحكومة الأمريكية أن تدفع تعويضا للشعب السوري، بغض النظر عن أن حياة كل سوري عندنا لا تقدر بثمن؟!.
وكانت محكمة في الولايات المتحدة أعلنت بتاريخ 1 شباط/ فبراير 2019 أن الحكومة السورية مسؤولة عن وفاة الصحفية الأمريكية ماري كولفين، وطالبتها بدفع أكثر من 300 مليون دولار لأسرتها كتعويض.
وتوفيت ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك في عام 2012، أثناء قصف مدينة حمص، وفي يوليو/ تموز 2016، رفعت عائلة كولفين دعوى قضائية في واشنطن ضد الحكومة السورية، متهمة السلطات بالقتل عمداً لموظف صحفي، ووفقاً للدعوى، فقد عمدت السلطات إلى قصف استديو البث حيث كانت تعمل كولفين وصحفيون آخرون.
وبتاريخ 31 يناير/كانون الثاني 2019 كشف "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن عن ارتفاع عدد ضحايا ضرباته في سوريا حتى 1190 مدنيا خلال فترة 2014- 2018.