كيف سيحسم الأسد حرب إدلب وشرق الفرات بوجود الجيشين التركي والأمريكي

16.12.2018

الأسد أعلن أن الحرب مستمرة حتى القضاء على آخر إرهابي واستعادة آخر شبر من سوريا.

يشهد الشمال السوري أصعب مرحلة من مراحل الحرب السورية، في ظل حشود عشرات الآلاف من الجيش السوري على جبهات إدلب وريف حلب الغربي وريف اللاذقية، وفي ظل القرار التركي بشن عملية في الشمال السوري للقضاء على الوحدات التركية شرق الفرات، والموقف الأمريكي الذي سمح للتركي بتنفيذ العملية.

بعد أن حرر الجيش السوري كامل الجنوب والوسط السوري، اتجه لتحرير إدلب وريف حلب الغربي، وجاء اتفاق سوتشي حول إدلب لإقامة منطقة منزوعة السلاح، والتي تمهد في وقت لاحق لدخول الجيش السوري إلى إدلب، إلا أن جبهة النصىرة المتواجدة في إدلب رفضت تنفيذ الاتفاق، وهذا ما سيدفع الجيش السوري بدخول إدلب وريف حلب خلال شهر أو أكثر بقليل من هذا التاريخ.

تركيا تحشد لدخول شرق الفرات للقضاء على الوحدات الكردية، والقوات الكردية المرتبطة والمدعومة من واشنطن لن تسلم مناطقها للجيش السوري وبالتالي ستساهم في خطة دخول تركيا إلى شرق الفرات.

الأسد أعلن أن الحرب مستمرة حتى القضاء على آخر إرهابي واستعادة آخر شبر من سوريا، وأعلنت الحكومة السورية أن وجهة الجيش السوري بعد تحرير إدلب ستكون شرق الفرات، وهذا يقود إلى نتيجة أن المهمة القادمة للجيش السوري في الشهر القادم ستكون القضاء على التنظيمات المسلحة في إدلب (بدعم جوي روسي سوري)  ومن المفترض انسحاب نقاط المراقبة التركية في أثناء هذه العملية.

وبعد استعادة إدلب وريف حلب، سيتجه الجيش السوري إلى شرق الفرات (أيضا مدعوما بسلاح الجو الروسي والسوري والصواريخ الهجومية والدفاعية)، وهنا لا توجد خيارات كثيرة أمام القوات الأجنبية، إما الانسحاب أو الدخول بمواجهة مع الجيش السوري، وستستعيد حكومة دمشق كل شرق الفرات.

وكانت الإدارة الذاتية الكردية في الشمال السوري أعلنت النفير العام وطالبت التحالف الدولي بقيادة واشنطن بأن يتخذ موقفا تجاه ما أعلنت عنه تركيا حول عملية مرتقبة في الشمال السوري.

وأصدرت الإدارة بيانا نشره موقع وكالة "أنباء هاوار" استنكرت فيه تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأكدت أن تركيا تستهدف من وراء هذه التهديدات اقتطاع أجزاء من سوريا ووحدة التراب السوري، وأيضاً إطالة حياة مرتزقة "داعش" وضرب النسيج الاجتماعي في شمال سوريا.

وهدد حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، برد قوي في حال شنت تركيا عملية عسكرية ضد الأكراد بمناطق شمالي سوريا.

وقال عضو المكتب الإعلامي لحزب العمال الكردستاني، كاوة شيخ موس، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، عن إعلان الرئيس تركي رجب طيب أردوغان الإعداد لعملية عسكرية بشرق الفرات،

"سنرد بقوة بتصعيد العمليات في الداخل التركي، وليس مثل الآن، حيث تم تقليل العمليات بسبب ظروف الشتاء، وسيكون لنا رد بشكل آخر على تركيا".

وبشأن القصف التركي الأخير لشمال العراق، أكد كاوة شيخ موس أن "القصف التركي لم يستهدف مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وإنما استهدف قرى لمدنيين من الطائفة الإيزيدية في سنجار ومخمور، وهي قرى تحت سيطرة الحكومة العراقية"، لافتا إلى أن "القصف التركي كان في مواقع بعيدة ومنعزلة عن مواقع مقاتلي الحزب، وأسفر عن مقتل أكثر من 4 مدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال".

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعلن، يوم الأربعاء، عن عملية عسكرية جديدة في سوريا خلال يومين.
وقال أردوغان إن "عمليتنا شرق الفرات تبدأ خلال يومين".
وقال أردوغان في كلمة خلال قمة الصناعات الدفاعية في أنقرة، أول أمس الأربعاء: "سنبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة العملية العسكرية في شرق الفرات، وهدفنا ليس الجنود الأمريكيين وإنما الإرهابيين".
وأضاف أردوغان: "أكملنا تحضيراتنا للعملية العسكرية في شرق الفرات، بينما نوجه التحذيرات اللازمة حول ذلك".