هل تغامر أمريكا مع مفاجآت بيونغ يانغ

15.04.2017

السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد هذا التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، والتكهنات التي تطرح نفسها عن إمكانية نشوب حرب بينهما، لماذا لم يقم أوباما أو جورش بوش من قبله بضرب كوريا الشمالية، هل لأنهما أفضل من ترامب أو أقل شجاعة منه؟؟ .

الجواب طبعا واضح وخاصة أن السياسة الاستراتيجية الأمريكية لا ترتبط بمزاج الرئيس، إنما هي نتيجة مجموعة من ترابطات الدولة العميقة مع المفكرين الاستراتيجيين في الأبيض، وهي التي قررت عدم التدخل عسكريا في كوريا الشمالية سابقا، لأنها لا تستطيع المغامرة بتجريب قدرة الصواريخ البالستية الكورية التي قد تدمر المدن الأمريكية، وينطبق نفس هذا العامل على المجريات الحالية بين الدولتين.

ويمكن لموقع كوريا الشمالية أن يشكل نقطة إيجابية لصالحها، حيث أنها محاطة بالمياه التي يمكن أن تصعب من عملية استهدافها من الخارج، بالإضافة إلى ارتباطها البري المباشر مع كوريا الجنوبية والذي يمكن أن يسهل من عملية توغلها إلى جارتها الجنوبية حيث يتموضع أكثر من 30 ألف جندي أمريكي.

ويمكن للصواريخ الصغيرة لدى كوريا الشمالية أن تصل إلى أكثر من 700 كيلومتر وهي مسافة تغطي الكوريتين وتمتد إلى جنوب اليابان، أما صواريخها الأكثر قوة يمكن أن تصل إلى حدود 2150 -4000 كيلومتر، وهذا ما يشكل خطرا على البوارج الأمريكية التي قد يتم إغراقها في حال اشتباك صاروخي.

ولدى كوريا الشمالية أكثر من 1.1 مليون جندي في الخدمة الفعلية، بالإضافة إلى خمسة ملايين جندي في صفوف الاحتياطية، وهو رقم هائل مقارنة مع مساحة البلد التي تصل إلى 120 ألف كيلومتر، كما تمتلك 605 مقاتلة جوية، بالإضافة إلى 43 قاعدة صواريخ بحرية.

ولدى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 30 ألف جندي متمركز في كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى إرسالها لطائرات F-22 Raprtors في الأول من إبريل/نيسان الحالي.

و شهدت اليابان تواجداً قوياً من الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، إذ يوجد أكثر من 3800 جندي أمريكي فيها، بالإضافة إلى رادار من المرحلة الثانية ليتخصص في الرصد المبكر لهجومات الصواريخ في المنطقة. وتشكل جزيرة غوام اليابانية إحدى أهم القواعد العسكرية البحرية في العالم بالنسبة لأمريكا، خاصة فيما يتعلق بالهجومات بعيدة المدى، ويتواجد فيها 5700 جندي أمريكي.

الولايات بالحسابات العسكرية قادرة على تدمير كوريا الشمالية، ولكنها غير قادرة على تحمل ردة الفعل الكورية التي قد تطال قلب الولاءات المتحدة، وقوة الردع هذه قادرة على إيقاف أي تهور أمريكي ضد كوريا الشمالية.

وكانت بيونغ يانغ قد أجرت عددا من التجارب النوورية خلال العام الماضي. وفي يناير/ كانون الأول الماضي، قال زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، إن بلاده باتت قريبة من اختبار صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية. حيث تواصل التجارب الصاروخية والنوورية المتكررة لكوريا الشمالية وتصريحاتها الهجومية تأجيج التوتر بالمنطقة.