أهم أحداث الشرق الأوسط لهذا الأسبوع

28.03.2015

1- التطورات الدولية والجيوسياسية

برزت إلى الواجهة هذا الأسبوع "عاصفة الحزم" ، وهي اسم العملية العسكرية التي بدأتها السعودية وحلفاؤها ضد اليمن مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية . العملية جاءت بعدما سيطر الحوثيون الشيعة المدعومون من إيران على السلطة في اليمن . العاصفة أثارت موجة من ردود الفعل الدولية وانقساماً في المواقف ، حيث أيدت الولايات المتحدة وأتباعها العملية وعارضتها دول المحور الأوراسي ، الصين وروسيا وايران .
وقد دعت "الصين" إلى "حل سلمي" وكذلك فعل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محذراً من "اللعب على الصراع الشيعي السني في المنطقة" ، فيما اعتبرت إيران أن العملية "خطوة خطيرة" ووصفت العملية السعودية ب"العدوان" بينما أشار بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس اوباما "أجاز الدعم اللوجستي والمخابراتي للحملة العسكرية السعودية ".
الأزمة اليمنية زادت التعقيدات "السنية الشيعية" في المنطقة وانعكس هذا الأمر على لبنان أيضاً حيث يبدو أن التوتر عاد ليسود الأجواء الشيعية السنية بعد محاولات يائسة للحوار بين الفرقاء . أما في سوريا فإن الأزمة تراوح مكانها ويعتبر بعض المراقبين أن الأزمة اليمنية قد تقوي موقع النظام السوري التفاوضي بعدما اضطرت السعودية إلى إعطاء الأولوية لليمن اليوم بدل دعم الثوار في سوريا .

2- الأوضاع الإقليمية الداخلية ، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً :

الأفرقاء السياسيون جميعاً في المنطقة من مصر إلى لبنان وسوريا والأردن وفلسطين والعراق انقسموا حيال الأزمة اليمنية . كل السياسيين المؤيدين للمحور الأميركي أيدوا الحملة السعودية ببيانات واضحة جداً . وكل السياسيين المعارضين أصدروا بيانات شجب .
على الصعيد الاقتصادي برز إلى الواجهة مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي انعقد في شرم الشيخ من 13 الى 15 آذار ، بمشاركة 89 دولة و23 منظمة دولية وتعهدت فيه السعودية والإمارات والكويت بتقديم مساعدات بقيمة 12 مليار دولار ، كما تقرر تنفيذ استثمارات بقيمة 60 مليار دولار خلال 4 سنوات لإنقاذ الاقتصاد المصري ، وقد حصل هذا المؤتمر في ظل تشجيع غربي ما سينعكس على موقف مصر فيما بعد بالنسبة لملفات المنطقة .

3- المسيحية والعالم :
بعدما هاجمت داعش المناطق المسيحية في شمال سوريا ، اضطر أهلها من الأشوريين إلى تركها باحثين عن مكان آمن. الكثيرون هاجروا إلى لبنان المجاور وهو البلد الذي ما زال فيه للمسيحيين دور سياسي مهم وعدد نسبي كبير وفاعل . والبعض اختار المقاومة حيث تم الإعلان عن أول فصيل مسيحي أشوري مسلح برعاية كردية في شمال سوريا .
كما نشر تنظيم "داعش" الإرهابي، صوراً تظهر قيام عناصره بتدمير آثار مقبرة دير مار كوركيس القديمة في الموصل.
وقد انعقد مؤتمر حماية الأقليات في الشرق الأوسط في جنيف بمبادرة من روسيا والفاتيكان ووقعت بيانه 65 دولة .
كما ناقش مجلس الأمن الدولي موضوع حماية الأقليات الدينية والإثنية وخاصة المسيحيين في الشرق الأوسط في 27 آذار. و أعلن مندوب روسيا في مجلس الأمن ألكسي تشوركين أن "روسيا ستقف بحزم إلى جانب المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى الذي تلاحقهم المجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط".
4- وضع القيم العائلية والأخلاقية :
نشر تنظيم داعش صورة عن "إيصال " يثبت أنه يجبي من المسيحيين ضريبة تسمى "الجزية" في المنطقة التي سيطر عليها . وهي ضريبة مفروضة على "غير المسلمين" لمجرد أن دينهم ليس هو "الإسلام" .
أضف إلى تجنيد الإرهابيين ل"الأطفال المسلمين " ونشرهم فيديو يظهر كيف "يرفسون" ويضربون "طفلاً مسيحياً " حتى الموت أمام والده ، لأن والده رفض اعتناق الإسلام.
منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة من العصبية الدينية تدمر كل القيم التي قام عليها النظام العالمي وخاصة مبادئ حقوق الإنسان .