دور الولايات المتحدة الخفي في التوترات العسكرية الأخيرة في إدلب السورية
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن لها دور بارز في سوريا وذلك من خلال التنسيق المباشر مع كل من تركيا وروسيا وتحاول اليوم لعب دور لها في محافظة إدلب السورية.
وبحسب الخبراء فإن ما يحدث اليوم في إدلب هو نتيجة التدخل الخارجي والضغط الخارجي عبر واشنطن وغيرها من الدول لإمكانية التوسّع في جميع أنحاء سوريا، وإدلب ليست استثناء، لذلك واشنطن ليست مهتمة بإعادة المنطقة إلى سيطرة دمشق الرسمية.
وأشار المستشرق الروسي بوريس دولغوف في حديثه عن الوضع في إدلب: " يمكن القول إنه في إدلب، تتحول المصالح المتزامنة لتركيا والولايات المتحدة إلى هذا الشكل من السياسة العدوانية التي تنتهجها تركيا، فالولايات المتحدة خارج التأثير الفعلي رسميا، ولكن واضح جدا أن تطور الوضع الحالي في المدينة لم يتم خارج دعم ومساعدة الشركاء الأمريكيين. في الوقت نفسه لا أظن أن الولايات المتحدة هي "القوة الخفية" الرئيسية في هذا التصعيد. إن طموحات أردوغان ورغبته في إحياء الإمبراطورية العثمانية هي السبب في ذلك، فالولايات المتحدة بالنسبة له هي ببساطة حليف مربح في الوقت الراهن".
وفي حديثه عن دور الولايات المتحدة في سوريا، وعلى وجه الخصوص، في إدلب، يقول المراقب العسكري لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا"، العقيد المتقاعد فيكتور بارانيتس، إن تصرفات الولايات المتحدة تتمثل بعمليات السرقة الصارخة والاحتلال، وتابع "أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى الأراضي السورية دون إذن من الحكومة الشرعية لهذه الجمهورية، وجميع أعمالها تحاكي أفعال الغزاة. لقد تبين أن قتالهم ضد "داعش" كان مزيفا - فهم لم يقصفوا الإرهابيين، بل جربوا أسلحة وصواريخ جديدة. سيكون الوجود الأمريكي في سوريا شبحا فيما لو لم يكن هناك قاعدة أساسية لهذا التواجد".
وأضاف "لقد استولوا على العديد من المناطق الغنية بالاحتياطات النفطية العملاقة، وربطوا وحداتهم بهذه المناطق، وبدأوا في ضخ النفط السوري وبيعه. في الواقع، إنهم يشاركون في التهريب. إذا نظرت إلى خريطة الموارد الطبيعية في سوريا، ستجد أن قواعدها مرتبطة بالمناطق الغنية جدا بالنفط. بكل المقاييس الدولية، هذا احتلال واضح وسرقة في وضح النهار لدولة ذات سيادة".