حنكة يابانية تنقذ البلاد من حرب خطيرة

20.02.2019

شهد العالم خلال سبعينيات القرن الماضي حادثة كادت أن تدخل اليابان في صميم الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي.

في صباح يوم السادس من سبتمبر/ أيلول عام 1976، دخلت الأجواء اليابانية مقاتلة سوفياتية من طراز "ميغ 25" واستنفرت قوات الدفاع الجوية الأمريكية واليابانية في المنطقة حيث انتظرت لدقائق لمراقبة الوضع قبل اعطاء القرار بإسقاطها.

كانت مقاتلة "ميغ 25" السوفياتية في تلك الحقبة من الزمن تعتبر من أحدث وأهم الطائرات العسكرية في العالم، حيث كانت عيون أمريكا منصبة عليها لاكتشاف مميزاتها العسكرية والتي جعلتها الأفضل في تلك السنوات.

بعد دقائق معدودة أرسلت إشارة لبرج مطار هوكادوت الياباني من الطائر نفسه يطلب فيها الهبوط لحصول طارئ معين، وبعد قرار إعطاء الإذن بذلك حطت مقاتلة "الحلم" السوفياتية في المطار الياباني وخرج الطيار ملوحا بمسدسه الحربي قائلا: "أنا أطالب اللجوء السياسي في الولايات المتحدة".

الإستنفار العسكري الياباني الأمريكي في المنطقة لم يكن يتوقع هذه المفاجأة من طيار سوفياتي، فأدى الأمر إلى تخبط في الأروقة السياسية والعسكرية اليابانية التي لم تعرف مواجهة الأمر مع الاتحاد السوفياتي.

أما الأمريكيين فاعتبروا الأمر فرصة ذهبية للحصول على المقاتلة السوفياتية وفحصها واكتشاف كل ما يتعلق بها، وقررت إعطاء اللجوء السياسي للطيار مقابل تسليم اليابان الطائرة. لكن اليابان رفضت الأمر لأن ذلك سيؤدي إلى تأزم العلاقات مع الاتحاد السوفياتي.

وبعد مشاورات يابانية داخلية أرسل وزير الخارجية الياباني برقية إلى الخارجية الروسية أكد خلالها أن المقاتلة السوفياتية تعرضت لخلل تقني وارجاعها للاتحاد السوفياتي سيكون على شكل قطع بعد تفكيكها نظرا لصعوبة نقلها بشكلها المركب.

وقبل السوفيات بالأمر وانطلت "الحنكة اليابانية" على الاتحاد السوفياتي والتي من خلالها استطاع الجميع الحصول على مبتغاه، فاليابان أبعدت الحرب والأزمة مع الاتحاد السوفياتي، والأمريكيين كشفوا على المقاتلة وحصلوا على المعلومات بعد تفكيكها والاتحاد السوفياتي الذي أعاد المقاتلة السوفياتية الأحدث في تلك الأيام.