من سيهزم أولا.. ميركل.. ترامب.. أو ماي؟

05.10.2018

يتأرجح كرسي الزعامة في هذه الأيام بين العديد من السياسيين، حيث إن كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هم في خطر حقيقي من فقدان السلطة في هذا الخريف. فقد اكتشف دونالد ترامب، مؤامرة في البيت الأبيض، وفي حالة هزيمة الجمهوريين في الانتخابات النصفية المقبلة في أوائل تشرين الثاني، من المرجح أن يصبح مهدداً بالإقالة إذا ما وضع الديمقراطيون مجلس الشيوخ ومجلس النواب تحت سيطرتهم.

إن التهديد الذي تواجهه رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا مي" أقرب للحقيقة: فيمكن أن تضيع السلطة في أي لحظة في ظل الديمقراطية البرلمانية. سيعقد حزب المحافظين اجتماعاً من 30 أيلول إلى 3 تشرين الأول، في برمنغهام حيث توجد معارضة قوية لماي، وحيث تُسمع الانتقادات من كل مكان، وخاصة من قبل مؤيدي الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، فقد قامت تيريزا ماي بطرد ممثليهم من حكومتها مثل "بوريس جونسون". قد يكون على ماي الاستقالة بالرغم من أن جونسون وشركاه وعدوها ألا ينتقدوها. ولكن يبقى موقفها صعباً.

واجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مشاكل مماثلة. فقد اضطر الألمان من أجل مصلحة ميركل، التي لا يستطيعون مسامحتها على سياسة الهجرة، إلى المساومة مع الديمقراطيين الاجتماعيين الذين لا يعجبهم قادة حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاجتماعي المسيحي. واستمرت ميركل في إثارة غضب الألمان، ولم تكن تنوي تغيير سياستها الخاصة بالهجرة بشكل جدي، مما تسبب بأزمة حكومية.

وتم الاتفاق مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي على أساس حماية الحدود الألمانية وترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وأظهرت الأحداث التي وقعت في كيمنتس، مشاكل الألمان وما ينتظرهم.

بدأت ميركل تشعر أنها مكروهة من قبل عدد متزايد من الألمان، وعدد أكبر بكثير من الأرقام التي تقدمها استطلاعات الرأي، لأن هناك الكثيرين ممن يخشون التحدث بصراحة. وبعد كيمنتس بدأ الوضع يتغير بوضوح فقد خسرت ميركل الكثير من شعبيتها بسبب طالبي اللجوء الذين اعترفت الدولة بهم، ولأن ميركل بقيت في منصبها لفترة طويلة وبدأت تثير غضب الناخبين.

حدث هذا بشكل واسع لأن قيادة الحزب أصبحت مخيبة للآمال. وبالرغم من السنوات السعيدة لميركل وتقييماتها العالية، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معظم الألمان لا يرغبون في رؤيتها على رأس الدولة ويفضلون رحيلها المبكر.

أصبح حزب "البديل لألمانيا" الذي لم يكن موجوداً بالفعل قبل بضع سنوات، وفقاً لاستطلاعات الرأي ثاني أكبر حزب شعبية في ألمانيا، متقدماً بذلك على الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وأصبح الأكثر شعبية في ألمانيا الشرقية.

لم تنخفض شعبية ميركل بسبب اللاجئين وأسلمة البلاد فقط، ولكن بسبب سياستها الانتهازية، والتي من خلالها انحرف الحزب الديمقراطي المسيحي وابتعد عن القيم التقليدية. فسمحت، على سبيل المثال، بإضفاء الطابع الرسمي على الزواج من نفس الجنس، والبدء بدفع ديون الدول الأخرى في منطقة اليورو، وخاصةً اليونان.

بدأ مسؤولو الحزب الديمقراطي المسيحي في التوصل إلى استنتاجات بعد هذا الوضع. فقاموا في هذا الأسبوع بانقلاب ناجح ضد ميركل في فصيل برلماني من الحزب الديمقراطي المسيحي. فصوت النواب سراً ضد "فولكر كودر" اليد اليمنى لميركل، وأصبح من غير المسموح إعادة انتخابه لمنصب رئيس الفصيل البرلماني الذي بقي يشغله 13 عاماً متتالياً. وشغل هذا المنصب السياسي الشاب "رالف برينكهاوس" الذي صرح أنه سيتعاون مع ميركل. ويجب أن نلاحظ أنه قرر التعاون وليس تنفيذ الأوامر.

هذا الإخفاق سُمي "تراجع عهد ميركل"، وقد اعترفت بنفسها بأنها تعرضت للهزيمة.