خمس مفاهيم خاطئة حول سلاح كلاشينكوف

13.11.2017

تعتبر الكلاشينكوف واحدة من نماذج الأسلحة الصغيرة الأكثر شعبية في العالم، وتعد رمزاً للبساطة والوثوقية. يستمر تداول العديد من المفاهيم الخاطئة حولها.

وهنا سنعرض خمس معتقدات خاطئة حول هذه البندقية.

1- بندقية كلاشينكوف هي نسخة عن بندقية ستورمجيوهر

يقول الناس في بعض الأحيان أن الأساس لإنشاء بندقية كلاشينكوف كان بندقية G-44 الألمانية (ستورمجيوهر)، ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. أُثيرت مسألة إنشاء سلسلة من الأسلحة الصغيرة (بندقية صغيرة، كاربين، مدفع رشاش) باستخدام طلقة متوسطة، لأول مرة في الاتحاد السوفيتي في وقت مبكر من تموز 1943، بعد الاستيلاء على نموذج من البندقية الألمانية Mkb-42(H).

تم تكليف المصممين السوفيتيين بمهمة إنشاء أسلحة آلية باستخدام طلقة متوسطة. وفاز في المسابقة التي عُقدت في عام 1944 بندقية هجومية (AS-44) التي صممها أليكسي سوادييف. وتقرر في ضوء ردود الأفعال والاقتراحات تحسين هذه البندقية واعتمادها.

توفي سوادييف فجأة عام 1946 بعمر ال 34 عاماً. واتضح للأسف عدم وجود أي شخص قادر على إنهاء عمله. فأُعلن بسبب ذلك عن مسابقة جديدة، حيث كانت المواصفات الفنية تستند في المقام الأول إلى خصائص سلاح سوادييف الذي سبق اختباره، وليس بندقية

ستورمجيوهر Stg-44 الألمانية (والتي استُخدمت لاحقاً في اختبارات مقارنة إطلاق النار).

وتقرر بعد سلسلة من الاختبارات التنافسية المعقدة والمطولة، اعتماد بندقية كلاشينكوف 7.62 ملم أو ما تعرف ب (AK) أو (AK-47).

2- ظهرت بندقية كلاشينكوف في عام 1947

يعتقد البعض أن بندقية كلاشينكوف ظهرت في الجيش في عام 1947. يستغرق عادةً الانتقال من مرحلة الاعتماد لنموذج سلاح ما إلى مرحلة الإنتاج الضخم وإدخاله الفعلي في القوات المسلحة وقتاً طويلاً. وحصل هذا مع سلاح PPSh-41 وSKS-45 والعديد من نماذج الأسلحة الصغيرة الأخرى.

لم يكن سلاح كلاشينكوف استثناءً، فعلى الرغم من تسمية بندقية كلاشينكوف بطراز 1947، إلا أنه لم ينتقل إلى الإنتاج الضخم ولم يدخل إلى القوات المسلحة حتى عام 1949.

وكان أول استخدام للكلاشينكوف في القتال في عملية أُطلق عليها اسم (الزوبعة)، التي تدخلت فيها القوات السوفيتية لقمع انتفاضة مناهضة للشيوعية في هنغاريا في تشرين الثاني عام 1956. وشهد الجمهور العام بندقية الكلاشينكوف لأول مرة قبل عام من ذلك، في الكوميديا السوفيتية مكسيم بيريبيليتسا.

3- كان لبندقية كلاشينكوف شعبية لأنه كان من السهل تجميعها.

يذكر الناس في كثير من الأحيان عندما نتحدث عن بندقية كلاشينكوف، بساطة وموثوقية هذا السلاح، وهذا صحيح، ولكن

استغرق الأمر وقتاً طويلاً لتحقيقه. واعتُمدت العينة الفعلية والنهائية فقط في عام 1959.

وتكمن المشكلة أن إنتاج بندقية كلاشينكوف (Ak-47) مكلف وصعب للغاية.

أصبح إنتاج البندقية الهجومية متقطعاً، وكان نقص الأسلحة الصغيرة في الجيش يعوض باستخدام بندقية سيمونوف. وأصبح من الضروري تبسيط تصنيع بندقية كلاشينكوف، واستُخدم لهذا الغرض طرق جديدة من تكنولوجيا المعادن والإنتاج.

أُدخلت عدة تغييرات على السلاح. فتم تخفيض وزن البندقية بمقدار 600 غرام، وتم وضع سكين في مقدمة البندقية، وكانت إحدى مزايا النسخة الجديدة بالمقارنة مع (Ak-47) هي عملية الإنتاج الكبير والمنخفض الكلفة.

قدم فيودور توكاريف، المصمم السوفيتي المعروف والذي قام بتصميم مسدس (TT) والبندقية النصف آلية (SVT-40)، الوصف التالي للنموذج الجديد من بندقية كلاشينكوف (AKM): "هذا النموذج موثوق، ويضمن دقة عالية وضبط لإطلاق النار، كما أنه خفيف نسبياً".

أُنتج نموذج (AKM) في الأعوام بين 1960 إلى 1976، وهو النموذج الأكثر إنتاجاً من بندقية كلاشينكوف في الجيش السوفيتي. ولايزال ضمن الخدمة حتى اليوم.

4- كلاشينكوف فريدة من نوعها

هل هناك أمثلة من بلدان أخرى لأسلحة صغيرة مثل كلاشينكوف وليست نسخاً من الأصل؟

تم إنشاء نموذج في تشيكوسلوفاكيا بعد الحرب.

تستخدم في الحقيقة بلدان حلف وارسو أحياناً أسلحة مصممة ليس فقط في الاتحاد السوفيتي، بل أيضاً من النماذج التي يصنعونها بأنفسهم. وبهذا المعنى فإن تشيكوسلوفاكيا التي لها تاريخ في تطوير وإنتاج الأسلحة الصغيرة ليست استثناء. اعتمد الجيش التشيكوسلوفاكي في عام 1958بندقية (Čermak CZ SA Vz.58) والتي تبدو مشابهة جداً للكلاشينكوف، ولكن تختلف كثيراً في التصميم. تتميز هذه البندقية بجودة عالية في إنتاجها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالموثوقية، فلا تزال أقل شأناً من كلاشينكوف.

5- AKS-74U هو سلاح هجومي

يقولون في كثير من الأحيان أن نموذج AKS-74U، كان مُعداً للقوات الجوية، وهذا ليس صحيحاً. فتم تصميم هذا النموذج كسلاح لطاقم المركبات القتالية والمدفعية ووحدات الاتصالات، أي أولئك الذين لم يكن من الضروري أن يقضوا وقتاً طويلاً على خط المواجهة، بسبب خصوصية مهامهم.

تم إرسال نموذج AKS-74U لمواجهة القوات التي كانت تقاتل في أفغانستان في عام 1982. كل التعليقات السلبية جاءت نتيجة لاستخدام هذه البندقية في الوحدات التي تشارك في القتال المكثف.

وتم الكشف عن العيوب الرئيسية لهذا النموذج بعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان في عام 1989، والعيوب هي الدقة المنخفضة ومجال رؤية أقصر وفوهة تسخن بسرعة. وتم سحب نموذج (AKS-74U) من الخدمة وإرساله للتخزين في المستودعات.

وبسبب الحالة الإجرامية التي حصلت في البلاد تم تسليم هذا النموذج إلى موظفي وزارة الداخلية، ولايزال يجري استخدامها حتى اليوم.

كانت هذه النسخة الوحيدة من بندقية كلاشينكوف التي تم تصنيعها في تولا، أما النماذج الأخرى تركز تصنيعها في إيجيفسك.