بعد انتصاره في البوكمال .. الجيش السوري إلى الحدود العراقية وأمريكا تغير حساباتها في الرقة

10.11.2017

استعاد الجيش السوري وحلفائه مدينة البوكمال، ولمدينة البوكمال أهمية استراتيجية حيث موقعها المهم الذي يربط سورية بالعراق وهي لا تبعد سوى 8 كم عن الحدود التي تمر عبرها أنابيب ضخ ونقل النفط إضافة إلى وجود العديد من آبار النفط والغاز ما يسهم في تنمية الاقتصاد السوري وإعادة الإعمار والبناء عدا عن مكانتها في وضع حد لواحد من أخطر السيناريوهات التي أعدها الامريكيون للمنطقة عموما ولسورية بوجه الخصوص حيث أوضحت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان إعلان تحرير مدينة البوكمال أن تحرير المدينة يكتسب أهمية كبيرة كونه يمثل “إعلانا لسقوط مشروع تنظيم داعش في المنطقة عموما وانهيارا لأوهام رعاته وداعميه لتقسيمها ويحكم السيطرة على مساحات واسعة من الحدود السورية العراقية ويؤمن طرق المواصلات بين البلدين الشقيقين ويشكل منطلقا للقضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها على امتداد مساحة الوطن”.

وبحسب متابعين، فإنه بات بحكم المؤكد أن وجهة الجيش القادمة بعد طي صفحة داعش في البوكمال، ستكون شرقاً باتجاه معبر القائم مع العراق، وفتح أول طريق بري دولي بين سورية والعراق منذ سنوات، بما سيكون له تبعات مهمة على اقتصادي البلدين.
ولن تتوقف تبعات فتح معبر البوكمال القائم على الملف الاقتصادي إذ سيعتبر هذا النجاح هو ثالث نصر إستراتيجي يحققه الجيش العربي السوري بعد استعادة السيطرة على مدينتي حلب وتدمر، وبذلك فإن عودة الحياة إلى أحد الشرايين الواصلة بين سورية والعراق هي خطوة أخرى في وجه إفشال المخطط الأميركي الذي يهدف إلى قطع أي تواصل بين البلدين.
هذه التطورات الكبرى على صعيد التقدم الميداني وعودة الأمان لمناطق واسعة، دفع وزارة السياحة للإعلان عن تسيير رحلات إلى مدينة دير الزور بأسعار رمزية لتخفيف أعباء عودة الأهالي إليها اعتباراً من الأحد القادم.
وفي محاولة للتقليل من أهمية إنجاز الجيش، قالت الناطقة باسم «مجلس دير الزور العسكري»، التابع لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» ليلوي العبدللـه، حسبما نقلت مواقع معارضة، أن قسد «سترد بقوة على أي هجوم لقوات النظام السوري على مواقعها في محافظة دير الزور»، واصفة الوضع العسكري الحالي بين الطرفين «بالهادئ».

من جهة أخرى وبعد مسارعتها في الإعلان عن نيتها إعادة إعمار الرقة لطمس حجم التدمير الذي ارتكبته خلال عملياتها العسكرية، أكدت أمس باحثة في قسم السياسة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في مركز «بروكينغز» الأميركي، تمارا كوفمان ويتس، أن الإدارة الأميركية عازمة على تجنب القيام بمهمة إعادة الإعمار المكلفة والطويلة وربما غير الفعالة، بالإضافة للمخاطر المترتبة على بقاء القوات الأميركية بعد هزيمة التنظيم.

التوجه الأميركي الجديد، والتصريح الصادر عن مركز دراسات ضالع في صنع السياسة الخارجية الأميركية، اعتبر بحسب مراقبين استسلاماً أميركياً، لحقيقة استعادة الدولة السورية للرقة من جديد، وهو ما يتقاطع مع كلام السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، بأن لا فائدة من بقاء قوات بلاده في سورية.