إغتيال دونالد ترامب

07.01.2017

كل شيء يشي بأن ثمة من أعد السيناريو الذي ينتهي باغتيال دونالد ترامب ربما قبل ان يطأ ارض البيت الابيض.
مراكز القوة ضده، من اجهزة الاستخبارات الى جنرالات البنتاغون، والصحف الكبرى، والشبكات التلفزيونية، وبارونات وول ستريت وحتى «لوبي بنات الهوى» اللواتي ازعجهن قول الرئيس المنتخب «انهن يشبهن بعض المخططين الاستراتيجيين في بلادنا».
باراك اوباما، في هذه الحقبة القصيرة، ليس أكثر من المطرقة التي تضرب على ظهر دونالد ترامب، حتماً لا يستسيغ هيلاري كلينتون، بكل تقلباتها وبكل غطرستها، لكنه لا يريد للذي يخلفه ان يقول ان اوباما لن يترك حتى وقع قدميه في البيت الأبيض.
حديث يبعث على الذهول عن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الاميركية، من يقول لهؤلاء ان الولايات المتحدة، وبكل ذلك المدى الجيوستراتيجي الذي لامس المريخ، وكاد يلامس قدمي الله، ليست احدى جمهوريات الكاريبي ولا هي احدى جمهوريات البلطيق؟
السيناريو يتم اعداده بدقة واتقان، وبشراسة ايضاً، ليتقاطع مع العقوبات التي اتخذها باراك اوباما ضد روسيا، فهل هذا هو الوقت الملائم لطرد 35 ديبلوماسياً روسياً، مع الاتجاه الى التصعيد وربما التفجير ايضاً.
اكثر من معلق اميركي ويتحدث عن مفاجأة ما، عن انفجار ما، في العلاقات بين واشنطن وموسكو لتحطيم اي محاولة يقوم بها ترامب لتوثيق العلاقة مع الكرملين.
واضح ان فلاديمير بوتين (بوجه النمر أم بوجه الثعلب؟) اكثر دهاء بكثير، لم يرد، كما جرت العادة، بطرد عدد مماثل من الديبلوماسيين الاميركيين من بلاده، لا بل انه قفز فوق باراك اوباما، واتصل بالرئيس المنتخب آملاً في علاقات خلاقة بين البلدين.
هذا لا ينفي ان ثمة احتمالات كثيرة، وخطيرة، في الأفق، ولكن أين هو المسرح؟
بعض المعلقين الروس لم يأخذوا بالتوصيف الكلاسيكي للرئيس في المرحلة التي تعقب انتخاب خلفه بـ«البطة العرجاء»، انهم يصفون الآن اوباما بـ«الجثة العرجاء».
هؤلاء يعتقدون انه آن الأوان لاقامة قواعد للنظام العالمي الجديد بعدما تصورجورج بوش الأب، لدى زوال الاتحاد السوفياتي، ان الكرة الارضية يمكن ان تقف على قرن وحيد القرن، وهذا ما أحدث تخلخلاً دراماتيكياً في العلاقات الدولية، مع ظهور ايديولوجيات بدا وكأنها خرجت للتو من بطن الشيطان.
حتى ان زيغينو بريجنسكي الذي كان له دور بارز في تفكيك المعسكر الشيوعي بالتنسيق مع البابا يوحنا بولس الثاني، يتحدث الآن عن «اضطرابات عميقة» في العلاقات الدولية، وقد تترجم هذه الاضطرابات بصدامات لا يمكن التكهن بعواقبها في ظل الشبح النووي «الذي لا يزال ماثلاً في رؤوسنا».
بقفازات حريرية طرح بوتين فكرة الشراكة، وقد تكون الشراكة هي الوجه الآخر للبلقنة، ولكن لا بد من ضبط الايقاع، بريجنسكي خائف جداً من تصاعد الحرائق الايديولوجية في الشرق الاوسط لأن تداعياتها تنتشر في اصقاع الارض. انه يتطرق الى الغطرسة التي يبديها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وهو ان يلاحظ ان العلاقات بين بعض العواصم العربية وتل ابيب شهدت وتشهد تطوراً مثيراً على المستوى الاستخباراتي، وحتى على المستوى الاستراتيجي، يعتقد ان هذا لا يكفي للحيلولة دون انفجار مفاجئ قد «تضطر» فيه اسرائيل للجوء الى الخيار النووي.
مستشار الأمن القومي السابق يرى ان المنطقة تعيش أياماً «ابو كاليبتية» (المقصود تحديداً أيام جحيمية)، في هذه الحال، لا بد للولايات المتحدة من ان تساهم في ارساء قواعد جديدة للعلاقات الدولية.
احتمالات التفاهم بين ترامب وبوتين ممكنة، لكن ما يحدث امامنا، وما يحدث بعيداً من الضوء، يجعل الانفجار ممكناً، اين؟! رصاصة في رأس دونالد ترامب.