أين وكيف يختبئ البغدادي؟

16.12.2016

مع استمرار الحرب على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، يضيق الخناق أكثر فأكثر على قيادات هذا التنظيم، وعلى الرغم من مقتل وهروب الكثير من قيادات التنظيم من الموصل بعد التقدم الذي تحققه القوات العراقية في عمليتها الهادفة لتحرير الموصل التي تعتبر أهم معقل لداعش،  يبرز السؤال حول مصير أبو بكر البغدادي المهندس الأول لتنظيم "داعش" ومخطط أيديولوجيته.

تسائلت صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية عن مكان تواجد البغدادي، وأشارت إلى أنه "على الرغم من التسجيل الصوتي الذي نسب للبغدادي في بداية ديسمبر، فإن مكانه ما زال يمثل لغزاً محيراً، خاصة أنه استُهدف من طرف الطيران الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أكثر من موضع".

كما لفتت الصحيفة إلى أن "خبراء يبحثون الآن مكان وجود البغدادي، وأين يمكن أن تكون القيادة العليا للتنظيم؟ وكيف يمكن له إعادة صفوفه؟ وهل ما زالت القيادة العليا للتنظيم موجودة في الموصل؟ وهل سيكون بإمكان هذه القيادة البقاء على قيد الحياة خلال المعركة؟"

وكانت إشاعات كثيرة قد ترددت عن وفاة البغدادي خلال السنوات الماضية، خاصة العام الماضي حينما ادعى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أنه ضرب قافلة كان بها.

فواز جرجيس الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد، قال وفقاً للصحيفة: إن "القيادة العليا للتنظيم ما زالت موجودة في الموصل، فالموصل هي ثاني كبرى مدن العراق، وتعتبر هذه المدينة هي أفضل ما نجح التنظيم في السيطرة عليه، الموصل مدينة كبيرة جداً وكانت دوماً في عصب اهتمامات التنظيم بخلاف مدينة الرقة الصغيرة".

اليوم وبالتزامن مع تحرير القوات العراقية قرية خويتيله غربي الموصل، كشف قائد القوات الخاصة في الجيش العراقي اللواء فاضل برواري من أنّ القيادة العسكرية على علم بمكان تواجد زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي وتحركاته.

وفي مقابلة مع موقع "نقاش" العراقي أكد برواري أن أبو بكر البغدادي كان معتقلاً في السجون العراقية منذ عشر سنوات قبل أن يُطلق سراحه. وأشار إلى أن السلطات العراقية تملك معلومات كافية عنه. وأضاف أن "البغدادي متواجد في بلدة البعاج غرب الموصل، وهو تحت الأرض"، لافتاً إلى أن تحركات البغدادي مستمرة وهو يغير في شكله باستمرار مثل حلق لحيته وتغيير ملامحه عبر عمليات جراحية حتى لا يتم التعرف إليه". وكذلك تحدّث براوري عن سير عملية الموصل، فقال إنّه تمّ اجتياز مراحل مهمة وتطهير مساحة شاسعة من محيط المدينة وقد تمّ قتل 2330 من عناصر داعش وتم الاستيلاء على العديد من الدبابات والعتاد.

وعن الفترة الزمنية المتوقعة لإتمام عملية تحرير الموصل قال برواري "لايمكننا أن نحدد موعداً لذلك، لأن الأمر ليس في مقدورنا". وأوضح أن التقدم بطيء لتفادي الكثير من الخسائر والضحايا بين المدنيين.

يشار إلى أن تنظيم "دعش" وبعد الخسائر التي مني بها في العراق وبعض مناطق شمال سوريا، تمكن منذ أيام من دخول مدينة تدمر في وسط سوريا، بعد أن استقدم عددا كبيرا من مقاتليه وعددا من المفخخات من العراق والرقة ودير الزور لهذه المعركة.