الرعب يلف فصائل إدلب من اقتراب "إعصار الشمال".. وما بعد قمة بوتين ترامب
أبدى قادة فصائل مسلحة في إدلب قلقهم على مصيرهم عشية قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين، من “تفاهمات” روسية أمريكية محتملة قد تدخل الأخيرة على خط الضغط على تركيا لسحب “وصايتها” على المحافظة وإطلاق يد الجيش العربي السوري عبر عملية عسكرية باتجاهها لتعيدها إلى حضن الشرعية على غرار درعا ولتخليص المنطقة والعالم من شر التنظيمات الإرهابية التي تحكمها وفي مقدمتها “جبهة النصرة” المصنفة على قوائم الإرهاب الدولية.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من تلك الميليشيات لـ “الوطن أون لاين” أن المتزعمين يعيشون في حال يرثى لها بسبب انعقاد “هلسنكي” بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دولاند ترامب والتي رشحت أنباء عن احتمال توافقهما على كثير من الملفات الدولية وخصوصاً الملف السوري الذي لا بد أن يدخل مرحلة الحسم الأخيرة بتطهير إدلب من الإرهاب الدولي تمهيداً لـ “تسوية” سياسية مرتقبة.
وبينت المصادر أن متزعمي الميليشيات المسلحة أعربوا عن خشيتهم من فقدانهم إدلب لدى تركيا التي أبدت هي الأخرى مخاوفها لدى دول أوربية داعمة للفصائل المسلحة فيها مثل فرنسا وإنكلترا على أمل تدخلهما لدى ترامب لـ “فرملة” اندفاعاته حيال تسليم الملف السوري كاملاً بما فيه إدلب إلى موسكو الحريصة على إيجاد حل يوقف نزيف الدم السوري ويقضي على الإرهاب الذي يتمثل بوجود أكثر من 10 آلاف إرهابي من تنظيم القاعدة في المحافظة، وفق توصيف البنتاغون قبل تزايد العدد بوصول المزيد منهم بعد مصالحات الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي ودرعا والقنيطرة مستقبلاً.
وأضافت المصادر أن بعض متزعمي الإرهاب في إدلب من ميليشيات “النصرة” و”هيئة تحرير الشام” و”جبهة تحرير سوريا” كثفوا اجتماعاتهم أمس واليوم للخروج بتصور عما قد تسفر عنه قمة العاصمة الفلندية من “توافقات” تقضي ببسط نفوذ الدولة السورية على كامل أراضيها، وفي مقدمتها إدلب المحتلة منذ آذار 2015 والتي سيسحب ملفها من التداول في أروقة الساسة والعسكر الأتراك الذين يريدونها منطقة نفوذ لفترة طويلة من الممكن أن تعيد من خلالها سيرة لواء اسكندرون السليب.
يذكر أن الحكومة السورية تسعى إلى استعادة السيطرة على ما تبقى من مناطق تقع تحت سيطرة التنظيمات المسلحة في الشمال والجنوب.
وأشار الرئيس السوري بشار الأسد إلى أن الجيش السوري سيقوم بدخول كافة الأراضي السورية بما فيها مناطق وجود القوات الكردية. وأكد أن الدولة السورية تقبل بخروج المسلحين إلى إدلب من أجل تخفيف عدد الجبهات العسكرية التي يواجهها الجيش السوري.