بعد تجاوزها 40 سنة من الخدمة... تعرف على أجيال منظومات "إس 300"

الأربعاء, 5 ديسمبر, 2018 - 07:50

تم اعتماد منظومة الدفاع الجوي "إس-300" في الخدمة لدى القوات المسلحة في عام 1978. وقد خضعت المنظومة حتى يومنا هذا إلى التحديث عدة مرات. وتبقى إحدى أهم وسائل الدفاع الروسية.

وتوجد منظومة "إس-300" في الخدمة لدى 17 بلد، كما تبدي بلدان أخرى الاهتمام بها، لذلك تستمر عملية إنتاج هذه المنظومة بعد 40 عاما من ظهورها.

"إس-300بي"

كانت النسخة الأصلية من "إس-300بي" تتمتع بدرجة عالية من التخصص ولم تكن تتفوق كثيرا على منظومة "إس-200". إلا أن النطاق الواسع للتحديث، سمح بتطوير أنواع مختلفة من منظومات الدفاع الجوي.

وأشارت مجلة "ميليتاري ووتش" إلى أن دراسة تاريخ "إس-300" تعطي فكرة عن تحول إمكانيات الدفاع الجوي لروسيا وحلفائها.

ونوهت المجلة إلى وجود 3 أنواع رئيسية من منظومة "إس-300" اليوم، هي "إس-300بي" و"إس-300في" و"إس-300إف".

ولم تكن "إس-300بي" تتميز بمدى كبير، إذ كان يصل مداها إلى 70 كم. كما أنها لم تكن تملك مؤشرات جيدة في التنقل، إذ كان يستغرق وقت النشر ساعة على الأقل.

وتتمكن المنظومة من ضرب الصواريخ المجنحة والطائرات. وحلت محل صواريخ "إس-25" (أرض-جو)، المعتمدة منذ عام 1955.

وجاءت بعد هذه المنظومة "إس-30بي إم" و"إس-300بي إس"، التي اعتمدت في الخدمة في عام 1985. وتم استخدام منصة محدثة في هذه المنظومة ما سمح بزيادة قدرتها على التنقل. كما زاد مدى صواريخها ودقة إصابة الهدف.

"إس-300بي إم" و"إس-400"

اعتمدت منظومة "إس-300بي إم1" من قبل القوات  المسلحة الروسية في عام 1992. وقد أحدثت هذه المنظومة ثورة حقيقية في العالم، إذ أنها كانت أول منظومة تتمكن من استخدام أنواع مختلفة من الصواريخ في آن واحد، بما في ذلك صواريخ "48إن6إي"، التي يصل مداها إلى 195 كم ويبلغ وزن رؤوسها الحربية 150 كغ.

وظهرت لاحقا صواريخ "9إم96إي1" و"9إم96إي2"، التي يصل مداها إلى 40 و120 كم، الأمر الذي جعل من "إس-300بي إم1" منظومة متعددة الأغراض، قادرة على إصابة الأهداف على مسافات قريبة ومتوسطة.

وفي عام 1997، تم اعتماد منظومة "إس-300بي إم2"، حيث تم زيادة الحد الأقصى لكشف العدو ومدى إطلاق النار. وكان هذه النسخة الأولى من "إس-300" القادرة على اعتراض الصواريخ البالستية التكتيكية متوسطة المدى.

وكان إنتاج "إس-300بي إم2" خطوة هامة نحو تطوير "إس-300بي إم3"، التي حصلت لاحقا على اسم "إس-400". وقد أصبحت إحدى أفضل منظومات الدفاع الجوي في القرن الواحد والعشرين. وتتمكن منظومة "إس-400" تريومف، المعتمدة في عام 2007، من استخدام صواريخ "40إن6" (400 كم) و"48إن6" (250 كم) و"9إم96إي2" (120 كم) و"9إم96إي1" (40 كم). وبذلك تتمكن "إس-400" من توفير دفاع جوي مستقل.

كما تتميز "إس-400" بقدرتها على اكتشاف وتتبع الطائرات الخفية، إذ يتمكن رادارها من رصد الطائرة على بعد 150 كم.

"إس-300إف" (فورت)

وهي منظومة الدفاع الجوي الأقل شهرة بين منظومات "إس-300". وتعتبر النسخة البحرية للمنظومة، وصممت في الحقبة السوفييتية لحماية سفن القوات البحرية من الهجمات الجوية. وتم اعتماد هذه المنظومة في عام 1984. وتتميز باستخدام صواريخ "5في55إر"، التي يصل مداها إلى 90 كم.

واعتمدت النسخة المحدثة من هذه المنظومة، "إس-300إف إم" في عام 1990. وقد تم استخدام صواريخ "48إن6"، المصممة لمنظومة "إس-300بي إم"، لأول مرة في هذه المنظومة. ويتمكن هذا الصاروخ من إصابة الهدف على مسافة 150 كم. وما تزال منظومة "إس-300إف إم" في الخدمة حتى أيامنا هذه.

"إس-300في"

يتم إنتاج أحدث التعديلات لمنظومة "إس-300في" حتى الآن. وقد اعتمدت في القوات المسلحة للمرة الأولى في عام 1984. وتستخدم من قبل القوات البرية. وتتميز بمنصتها المجنزرة، القادرة على تدمير الصواريخ البالتسية والمجنحة والطائرات. وتتفوق هذه المنظومة على "إس-300بي" بمداها، الذي يصل إلى 100 كم، وتصيب الهدف على ارتفاع 30 ألف متر. وكانت المنظومة الأحدث في العالم في حين اعتمادها.

وفي عام 2012، تم اعتماد منظومة "إس-300في إم"، إذ زودت بأنظمة رادار ومواقع قيادة وصواريخ جديدة. وزاد مداها إلى 250 كم. وتتمكن من إصابة 24 هدفا في آن واحد.

وعلى الرغم من التقليص، الذي أصاب صناعة الدفاع الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، إلا أن تطوير منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى لم يتوقف. وإذ نظرنا إلى الطلب غير المسبوق على هذه المنظومات في العالم فإن مستقبلا مشرقا ينتظرها مستقبلا.