واشنطن وبكين.. تحالف أم توتر .. وماذا تريد بريطانيا
رغم التوتر القائم بين بكين وواشنطن في بحر الصين الجنوبي، أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها «تلقت دعوة للمشاركة في مناورة بحرية تستضيفها الولايات المتحدة هذا العام». وأفاد المتحدث باسم الدفاع، وو كيان، في مؤتمر صحافي أمس، بأن وفداً توجه إلى الولايات المتحدة لمناقشة الترتيبات بحسب جريدة "الأخبار" اللبنانية.
وذكرت "الأخبار" أن مناورة «حافة المحيط الهادئ» توصف بأنها «أكبر المناورات البحرية الدولية»، وتُجرى كل عامين في هاواي في حزيران وتموز، وقد شارك الجيش الصيني للمرة الأولى فيها عام 2014 في مناورة «ريمباك»، كما شارك أيضاً عام 2016.
تأتي هذه الدعوة في وقت يستمر فيه التوتر في بحر الصين الجنوبي، إذ تطالب بكين بالسيادة على القسم الأكبر من البحر الغني بالموارد على وقع مطالبات مماثلة من جيرانها في جنوب شرق آسيا (فييتنام، الفيليبين، ماليزيا، بروناي)، وسارعت إلى بناء جزر اصطناعية قادرة على استقبال طائرات عسكرية. في المقابل، ردت واشنطن بإرسال سفن حربية إلى جوار الجزر التي يسيطر عليها الجيش الصيني لتأكيد الدفاع عن «حرية الملاحة».
وفي وقت سابق أمس، أعلنت بكين أنها أرسلت بارجة لإبعاد مدمرة أميركية «انتهكت سيادتها» بإبحارها على مقربة من مجموعة جزر في بحر الصين الجنوبي. ويأتي الحادث بعد إعلان استراتيجية دفاع أميركية اعتبرت أن واشنطن تواجه «تهديدات متزايدة» من الصين وروسيا، وتتهم هذه الوثيقة الصادرة عن البنتاغون الصين باللجوء إلى «تكتيكات اقتصادية ضارة لترهيب جيرانها مع العمل على عسكرة بحر الصين».
من جهة ثانية، قالت وزارة التجارة الصينية أمس، إن التعاون هو «الاتجاه الصحيح» الوحيد للعلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في ظل تنامي الخلافات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وأتى تصريح المتحدث باسم الوزارة، قاو فينغ، بعدما كان وزير التجارة الأميركي، ويلبور روس، قد قال أول من أمس، إن بلاده لا تبدأ حرباً تجارية، لكنها تسعى إلى العدالة في التجارة العالمية ومكافحة الحماية التجارية الصينية بما في ذلك التهديد المباشر في منتجات التكنولوجيا الفائقة.
في سياق ثان، أعلنت بكين أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ستزور الأسبوع المقبل الصين لثلاثة أيام، إذ إن لندن تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع شركائها التجاريين، ولتمهيد الأجواء لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وستلتقي رئيسة الوزراء البريطانية، مسؤولين صينيين في بكين، ثم ستتوجه إلى شانغهاي (شرق) وإلى مدينة ووهان (وسط) الصناعية المعروفة بتركز مصانع السيارات فيها. ووفق بيان للخارجية الصينية، تأتي «هذه الزيارة بعد الرحلة التاريخية للرئيس شي جين بينغ إلى المملكة المتحدة عام 2015 وإقامته شراكة تجارية شاملة بين البلدين، وبعد انطلاق عصر ذهبي في علاقاتنا الثنائية».
وكانت بريطانيا التي تكمل «البريكست» في 2019، قد أعلنت خروجها من السوق الموحدة ومن الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي تمهيداً لعقد اتفاقاتها التجارية الخاصة مع بلدان خارج الاتحاد. ومن هنا تفرض الصين نفسها شريكاً تجارياً أساسياً لبريطانيا.
وكان وزير الدولة البريطاني للتجارة الدولية، ليام فوكس، قد توجه إلى الصين، مؤكداً أنه أجرى مناقشات مع المسؤولين هناك حول وصول الصادرات البريطانية إلى السوق، ولا سيما الخدمات المالية التي تعدّ قطاعاً أساسياً. كذلك، زار وزير المال فيليب هاموند بكين في منتصف كانون الأول الماضي من أجل تسريع آخر الاستعدادات لتعزيز التعاون بين بورصتي لندن وشانغهاي، كما اتفق البلدان على بحث إمكانية ربط سوقيهما على صعيد السندات.
إلى ذلك، أظهرت بيانات جمركية استمرار روسيا كأكبر مورد للنفط إلى الصين في كانون الأول للشهر العاشر على التوالي وللسنة الثانية في 2017، تاركة منافستها السعودية في المركز الثاني مجدداً. وبلغت الشحنات القادمة من روسيا 5.03 ملايين طن في كانون الأول بانخفاض 0.2% عنها قبل عام، ولتزيد إمدادات العام بأكمله 13.8% إلى 59.7 مليون طن بما يعادل 1.194 مليون برميل يومياً
المصدر: الأخبار اللبنانية