ورطة روسية أو أمريكية ستكون في ليبيا
تحت العنوان أعلاه، كتب فيكتور سوكيركو، في "سفوبودنايا بريسا"، حول تطورات الحرب الأهلية الليبية التي يمكن أن تستمر إلى أمد بعيد، والصعوبات التي تنتظر المشير حفتر.
وجاء في المقال: يرتبط التصعيد العسكري الحالي في ليبيا بالانتخابات الرئاسية المنتظرة في البلاد، والتي كان مقررا إجراؤها في ديسمبر من العام الماضي، لكن تم تأجيلها حتى ربيع هذا العام، على الأرجح إلى ما بعد المؤتمر الوطني، المقرر عقده في منتصف أبريل. فمن يسيطر على مناطق أوسع بحلول هذا الوقت ستكون لديه فرص أكبر للحصول على السلطة في البلاد.
تشير تحركات المشير خليفة حفتر إلى أنه طامع بالرئاسة، وإن يكن عن طريق إزاحة منافسيه بقوة السلاح.. ولا حاجة به إلى طلب السماح من الولايات المتحدة، فالأمريكيون أول من غادر ليبيا... فيما تلتزم روسيا بنوع من الحياد تجاه ليبيا، رغم أن الغرب يتهمها بدعم حفتر.
تعرب موسكو عن استعدادها لضمان وحدة ليبيا وسيادتها ووحدة أراضيها، وهي تجري حوارا مع طرفي المواجهة، العسكريين والسياسيين، مع خليفة حفتر وفايز السراج. ولكن، يبدو أن أحدا لا ينوي التدخل صراحة في هذا الصراع، فالحالة لا تشبه الوضع السوري، حيث طلب رئيس البلاد علانية المساعدة العسكرية (الروسية).
وجود عسكريين روس في ليبيا يقع تحت حظر دولي، على الرغم من أن حفتر نفسه لا يعارض أي مساعدة عسكرية من روسيا. فهل نتورط في "حرب عربية" جديدة، وإن على مستوى الخدمات الخاصة، من دون نقل وحدات عسكرية كبيرة، ومراقبة الوضع من الخارج، تقريبا مثل الأمريكيين؟
إلى ذلك، فلا ينبغي للمشير حفتر أن يتوهم أنه ما إن يستولي على طرابلس حتى يجد هناك الخزائن مليئة بالمال. مؤشرات التنمية الاقتصادية في الجماهيرية لا تزال متواضعة، لكنها واعدة. في المقام الأول، بسبب التجارة مع الصين، فحصة الصادرات منها تبلغ 13 في المائة. تتقدم الصين على أقرب منافسيها، تركيا وإسبانيا وكوريا الجنوبية ناهيكم بروسيا. لذا، فهي مهتمة أكثر من أي أحد بتطبيع الوضع السياسي والاقتصادي في ليبيا.