ترامب يمارس لعبة خطرة مع وكلائه... ماذا لو خسر؟
بعد التظاهرات الدموية في أمريكا ضد نظامها البوليسي وحكومتها المتشدقة بالديمقراطية المزيفة وحفظ ورعاية حقوق الإنسان التي صدعت بها رؤوس العالم تساءلت كثيرا كيف سينتهي الحال بأمريكا ؟ وجريمة قتل رجل أمريكي أسود هي ضمن مجموعة أعمال استهتارية قامت بها أمريكا ، فهي التي تتحدث علناً عن حقدها على الإسلام ، وهي علنا تمنح الصهاينة القدس، كما عبثت باقتصاد العالم وأججت التمييز العنصري في المنطقة، وهي حالياً تتلاعب بالأمم المتحدة ومجلس الأمن كيفما تريد .
على مدى سنوات طويلة تدخلت أمريكا عسكرياً في مناطق كثيرة وبحجج واهية، وإرتكبت خلال ذلك جرائم عديدة لم تتم محاسبتها عليها، بل على العكس إستمرت في تزكية نيران الصراعات المسلحة وكان الهدف من ذلك هو حماية مصالحها والسيطرة المطلقة على المنطقة مستخدمة سلاح التهديد بفرض العقوبات على الدول التي تعارضها ولا تخضع لإملاءاتها وسياساتها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل ما يجري في أمريكا هو ثورة وربيع أمريكي جديد؟ في الواقع لا هذا ولا ذاك، فرغم أن المظاهرات الغاضبة تشكل بداية لحراك شعبي وجماهيري في مواجهة العنصرية ضد السود في أمريكا، إلا أن ما يحدث هو أمر مدبر ومخطط له للخروج من الأزمة الحالية، محاولات أمريكا، لتستر على عيوبها وفشلها في سياستها الخارجية فهي تعاني أزمات اجتماعية وسياسات اقتصادية بسبب فيروس كورونا، وللخروج من ذلك كان لا بد من وضع خطة للتغطية على توجهات الحكومات الأمريكية، وتوجيه أنظار الرأي العام الأمريكي نحو موضوع آخر غير وباء الكورونا، فجندت الأعلام الأمريكي في تسليط الضوء على السياسة العنصرية وثورة الزنوج، ما جعل العالم يتفاعل معها وينسى مسألة الكورونا.
ومن جهة أخرى أن أمريكا أمام أيّام صعبة، بعد قتل الرجل الأسود "جورج فلويد" بدم بارد الذي ستكون له تأثيراته الكبيرة على الناخب الأميركي. سيقبل السود بأعداد كبيرة على صناديق الاقتراع وذلك كي يزيحو ترامب عن سدة الحكم، بالمقابل يمكن أن يقبل البيض بأعداد أكبر إذا شعروا أنّ أمنهم مهدد في هذه الحالة يمكن أن يستفيد ترامب الذي يعرف الضرب على الوتر الحساس لدى الأميركي الأبيض متى دعت الحاجة إلى ذلك
بالتالي بعد توسع رقعة الاحتجاجات ووصول المحتجين إلى البيت الأبيض المقر الرسمي لأعلى سلطة تنفيذية في أمريكا، ورؤية البعض أن أمريكا (أم الديمقراطية) على أبواب ثورة ضد العنصرية المتصاعدة، ليبقى السؤال الرئيسي كيف ستقنع أمريكا حلفاؤها بأنها الحارس الأمين في حين فشلت لحد اللحظة على حفظ أمنها الداخلي؟ وكيف سوف يقنع الرئيس ترامب العالم أنه ديمقراطي وهو يتخذ من الديمقراطية أحجية لتسير أموره؟ إن تلك الاحتجاجات يمكن السيطرة عليها إلا أن الحقيقة هي أن خروج الأمور عن السيطرة لا يستغرق سوى إصابة هدف عن طريق الخطأ، وحين يخطا ترامب سيظهر من يقومه ويعدل سلوكه السياسي أو يقدم للمحاسبة أمام الكونغرس.
أختم بالقول، إن كل البوادر تشير إلى أن أمريكا على صفيح ساخن، بسبب شخصية عنصرية حرقت كل أوراقها ولم يبق أمامه أي مخرج سوى استخدام كافة أنواع الأكاذيب لخدمة غاياته وأغراضه وأهدافه المبنية على العقلية الداعشية أو الصهيونية.