تحرير إدلب يُنهي التضليل باستخدام الدم «الكردي»!

06.12.2018

يدفع المشهد الميداني الساكن مؤقتاً في إدلب، إلى كشف حالة التناقض التي يعيشها الغرب وحلفاؤه الإقليميون وهي مثل الحالة الجوية التي نعيشها اليوم تماماً.. فهذا الغرب المتوحّش يعيش في اليوم الواحد تقلّبات الفصول كلها، بسبب الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه. ولعل هذه الانتصارات أبقت الدبلوماسية الغربية ومعها الإقليمية مشدودة إلى إرثها المأزوم والمعبّأ بالحقد والعقد، ولكن بغلاف إنساني، حتى بتنا نشاهد «الإنسانية» تقطر من خلال دعواتهم لاجتماعات بين وقت وآخر، وكل دعوة تتحدّث عن الوضع الإنساني في إدلب وضرورة منع أي هجوم للجيش السوري أو منع حتى إدخال المساعدات الإنسانية عبر الهلال الأحمر السوري، بل وجميع هذه الدعوات في العمق، أصحابها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ، غير مقتنعين بها بل هي مجرد دعوات مهزوزة حدّ اللعنة، وإلا ما معنى هذه الدعوات إن لم تكن دعاية مبكرة لحماية شيوخ الإرهاب والفتنة قبل أيام تحرير إدلب وشرق الفرات؟ وهل يتمّ الأمر إن لم يكن لتحقيق مأرب وغايات غير مشروعة؟ ولماذا يحذر الناطق الصحافي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ورئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، من الخطوات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية، التي من شأنها أن تؤدي إلى إنشاء كيانات موازية على أراضي سورية، مشيرين إلى أن ذلك سيزعزع استقرار المنطقة، ولعل ما يؤكد هذه التحذيرات، تحوّل شرق الفرات إلى محط تركيز أطراف اقليمية، ومنها تركيا التي تعتبر أن سيطرة الأكراد على تلك المنطقة القريبة منها تشكل تهديداً لأمنها القومي، وهي تهدد بتكرار عملية احتلال عفرين في شرق الفرات.

ولعل المشروع الأميركي شرق نهر الفرات هو محاولة مكشوفة للعب بالجسد الكردي والدم الكردي السوريين، وهذا المشروع الخطير محاولة لاستباق تحرير إدلب وعودتها إلى كنف الدولة السورية، وقبل توجه الجيش السوري شرقاً، وقد جاء تحذير الرئيس السوري بشار الأسد لـ «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي، واضحاً، وهو هدّد باستعمال «القوة لاستعادة مناطق سيطرة هذه القوات غير الشرعية، في حال فشل خيار المفاوضات معها حول تسليم هذه المناطق»، وقد جاء التحذير والتحديد في مقابلة بثتها قناة «روسيا اليوم» في 31 أيار 2018 ، وأوضح الأسد «سنتعامل معها عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين … إذا لم يحدث ذلك، فسنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم».

لا شك في أن المشاريع الغربية بشأن إدلب لحماية ما تبقى من الجماعات الإرهابية، هو استفزاز يهدف إلى تقويض الجهود الروسية الرامية لتسوية الوضع هناك بعيداً عن العمل العسكري، ويُنهي قضية إدلب وينصّ على خروج جميع المسلحين من المدينة.

الميدان العسكري هو الذي يضع النقاط على حروف الانتصارات التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه، ورغم إمعان رعاة الإرهاب في حماية إرهابييهم.. وكلما تحقق الدولة السورية مصالحات هنا وهناك، تعيد مدناً وقرى ومواقع شكّل سكانها دروعاً بشرية لحماية الإرهابيين الذين وفدوا كالجراد المسموم من أصقاع العالم إلى سورية والعراق، يعلن الثلاثي الغربي واشنطن ولندن وباريس والإقليمي السعودي القطري التركي الداعم للإرهاب عن جنونهم أكثر وأكثر!

كثيراً ما تباهى الرسميون الأوروبيون بوعي شعوبهم ولم يتوقفوا عن رفع شعارات حقوق الإنسان وحرية التعبير، غير أنه يتبيّن الآن أنها كانت مجرد شعارات وأن الحقيقة لها وجه آخر. فرغم العقود الطويلة من غسيل الأدمغة المستمرّ إلا أن ذلك لا يبدو أنه نجح في تغييب وعي الكثير من شعوب الغرب. أو لمن خبر العمق المعرفي الذي قامت عليه الثقافة الغربية.