سوريا تهدد إسرائيل بالحرب

25.01.2019

أطلقت تل أبيب عشرات القذائف حول الأراضي السورية. مما أدى إلى سقوط ضحايا بسبب الضربات، وتم تدمير مجمعي صواريخ بانتسير، وكما وجهت أيضاً صواريخ إلى مطار دمشق الدولي. هذا هو أقوى هجوم منذ أيار من العام الماضي، عندما أطلقت قوات الدفاع الإسرائيلية 70 صاروخاً على مناطق دمشق وجنوب سوريا.

كان الهدف الرئيسي من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة هو مرة أخرى الجماعات الموالية لإيران تحت إشراف الحرس الثوري الإسلامي. لكن عندما تم تهديد المواطنين السوريين، استُنفذ صبر الرئيس بشار الأسد.
وفي الاجتماع الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، استخدم الممثل الدائم لسوريا، بشار جعفري، لغة الإنذار المبكر التي وعدت بتدابير متماثلة.
إذا نظرنا إلى الوضع فيما يتعلق بالقانون الدولي، فإن الحق إلى جانب سوريا. إسرائيل تهاجم الأراضي السورية، وتظهر عملاً من أعمال العدوان. لذا، يحق لسوريا الدفاع عن النفس ضد المعتدي، الذي ظل منذ عام 1967 يحتل مرتفعات الجولان السورية.
تعمل إسرائيل على انتهاك لجميع المعايير الدولية، فهي في الواقع تقوم بالعدوان على الدولة السورية. لم تكن هناك قرارات من الأمم المتحدة بشأن الوضع حول إمكانية مهاجمة سوريا. لذا من وجهة نظر المنطق العادي وتوافر المعدات التقنية، يمكن لسوريا أن ترد بقوة.
سوريا لديها القدرة على ضرب مطار بن غوريون. لكن هل سيحل هذا المشكلة؟

تقوم سوريا الآن بشن حرب شرسة ضد الإرهاب الدولي. إنها مهددة في الشمال والجنوب: الاحتلال الأمريكي مستمر، القوات التركية تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. ولديها جبهة واسعة بما فيه الكفاية. لذلك، أصبح من المستحيل فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل.
لكن يمكن لإسرائيل أن تصل إلى النقطة التي ستضطر فيها القيادة السورية إلى الرد على الضربة، وتواجه إسرائيل خطراً كبيراً هنا. لدى سوريا صواريخ أرضية، صواريخ سكود، إس 300، والتي يمكن استخدامها ضد الأهداف الجوية والبرية.
في الحقيقة، ليس هدف إسرائيل الهجوم على سوريا بقدر ما تهدف إلى الهجوم ضد إيران. بتعبير أدق، فإن مشكلة إسرائيل مع المجموعات الإيرانية والمؤيدة لإيران وحزب الله الذين يحاربون الإرهاب في سوريا. ومع ذلك، وبالنظر إلى أن هذا الصراع بين إيران وإسرائيل الذي يدور على أراضي دولة ثالثة، فإن الوضع يتحول إلى طريق مسدود. لا تستطيع إسرائيل قبول الوجود الإيراني بالقرب من حدودها، فقد عززت طهران من موقفها في المنطقة بشكل كبير.
في المقابل، حتى سوريا، التي تفهم هذه الاعتبارات الواقعية لإسرائيل، لا تستطيع أن تهاجم أراضيها بسهولة. باختصار، لا يزال خطر التصعيد بين سوريا وإسرائيل مرتفعاً.
إيران وسوريا هما حلفاء روسيا في الحرب ضد الإرهابيين. تعمل روسيا مع إيران وتركيا على ضمان بقاء سوريا دولة واحدة ومستقرة. لكن الحرب المحتملة بين سوريا وإسرائيل ستضع حداً لهذه الأهداف. وسيؤدي التصعيد إلى فوضى يستغلها الإرهابيون.