صربيا إلى التحالف الأوراسي... وتستلم أول دفعة صواريخ روسية رسميا
استلمت صربيا أول دفعة صورايخ دفاع جوي روسية رسميا وسط غضب أوروبي من اتجاه صربيا نحو التحالف مع روسيا.
وأعلن وزير الدفاع الصربي، ألكسندر فولين، اليوم السبت، أن أول المنظومات الصاروخية-المدفعية من طراز "بانتسير-سي1" قد وصلت من روسيا إلى مطار عسكري في صربيا.
ونقلت وزارة الدفاع الصربية عن فولين قوله: "اليوم وصلت الأجزاء الأولى من منظومة "بانتسير-سي1" إلى مطار "العقيد الطيار ميلينكو بافلوفيتش" في باتينيتسا".
وأشار إلى أن هذه الأسلحة الدفاعية هي: "الأسلحة الوحيدة في المنطقة"، التي ستساعد صربيا الحفاظ على حالة الحياد العسكري.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير زار صربيا في شهر كانون الثاني من العام الماضي حيث حظي بحفاوة شعبية كبيرة وسط تذمر بريطانيا من الحفاوة التي لاقاها الرئيس الروسي في صربيا رسميا وشعبيا.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية آنذاك في عنوان خبرها "لقد استقبلت صربيا فلاديمير بوتين كبطل" وعددت أبرز معالم الاستقبال التي حظي بها بوتين من الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيش ومن أبرزها مرافقة طائرة بوتين طائرات عسكرية صربية من نوع "ميغ-29"، واستقبل بوتين تحت ضربات المدفعية، بالإضافة إلى قرع أجراس الكنائس والهدية التي تسلمها بوتين من فوتشيش، وهي عبارة عن جرو بمواصفات فريدة من نوعها.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من صربيا أن بلاده ستواصل الإسهام في تعزيز قدرات صربيا الدفاعية وإجراء تدريبات عسكرية المشتركة معها. وقال بوتين في بلغراد: "بحثنا مع الشركاء الصربيين قضايا التعاون العسكري والعسكري التقني، سنواصل الإسهام في تعزيز قدرات صربيا الدفاعية، وتطوير التعاون العلمي والإنتاجي مع مؤسسات الدفاع في البلاد، سنواصل التدريبات العسكرية المشتركة".
وكان مقال نشر في موقع الاتحاد أفاد حول موضوع العلاقات الصربية الروسية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي:
ذهبت رئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيتش إلى موسكو من أجل توقيع اتفاقية تجارة حرة مع "اتحاد أوراسيا الاقتصادي"، الذي أراده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيراً للاتحاد الأوروبي. إنها اتفاقية مهمة اقتصاديا لكلا الطرفين، ولكنها ترمي أيضاً إلى تذكير الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنه حينما يتعلق الأمر بالبلقان، فإن المؤسسات الغربية ليست الخيار الوحيد المتاح.
الخلفية الاقتصادية للاتفاقية الصربية مع الجواب الروسي على الاتحاد الأوروبي باهتة. فالدولة الواقعة في منطقة البلقان تربطها أصلاً اتفاقيات تجارة حرة مع روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا التي تُعد الاقتصادات الثلاثة الأكبر في «اتحاد أوراسيا الاقتصادي»، التكتل الذي أنشأته موسكو ليكون بديلاً للدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي سابقاً. الاتفاقية الجديدة تمدّد التعاون إلى أرمينيا وقرغيزستان، وكلاهما لا توجد ضمن قائمة الشركاء التجاريين الخمسين الأوائل لصربيا، وغير مرشحتين لزيادة كبيرة في حجم تجارتهما معها. وبالنسبة لروسيا أيضاً، تُعد صربيا غير مهمة نسبياً كشريك تجاري: فهذه الأخيرة سجّلت 2.1 مليار دولار كرقم معاملات في التجارة العام الماضي، وهو ما يعادل 0.3 في المئة من إجمالي حجم التجارة الروسية. ولعل الأهم من ذلك هو أن صربيا التي لم تسر على خطى الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على روسيا، متعلقة بأوكرانيا، يمكن أن تضطلع بدور مورّد بديل للفواكه والخضراوات، بما مجموعه 256 مليون دولار العام الماضي.
وقد قيل لصربيا مراراً وتكراراً إنه سيتعين عليها إنهاء أي اتفاقيات تجارة حرة عندما تنضم إلى الاتحاد الأوروبي. وهذا أمر يدركه المسؤولون في بلغراد وموسكو. ولكن متى سيتم هذا الانضمام بالضبط؟ الواقع أن مفاوضات انضمام صربيا إلى الاتحاد بدأت في 2014، ولا يوجد في الأفق ما يوحي بقرب انتهائها. فتقرير الاتحاد الأوروبي حول صربيا هذا العام يشير إلى أنه ما زال ثمة الكثير الذي ينبغي القيام به في كل المجالات التي يناقشها الطرفان. وتطبيع علاقات صربيا مع كوسوفو يظل موضوعاً شائكاً.
وعلاوة على ذلك، فإنه لا يوجد سبب يدعو الصرب لتوقع ترحيب حار حتى إن فعلوا كل ما يريده الاتحاد الأوروبي منهم: والشاهد معارضة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبدء مفاوضات الانضمام مع مقدونيا الشمالية وألبانيا التي تؤكد رغبته في إبطاء عملية توسيع الاتحاد الأوروبي.
ولهذا، فإن صربيا تغازل روسيا لكي تُظهر أن لديها بديلاً في وقت يتلكأ فيه الاتحاد الأوروبي لضمها إلى عضويته، والاتفاقية التجارية ليست سوى جزء من ذلك. وفي الأثناء، سلط فوسيتش أنوارا كاشفة ومقصودة أيضاً على توسيع التعاون العسكري مع روسيا.