سكريبال 2 أو كيف تستعد بريطانيا لنهائيات كأس العالم
بعد كل شيء كان السبب "نوفيشوك". فقد قالت الشرطة البريطانية لمكافحة الإرهاب أن الزوجين المسمومين في "أميسبوري" أصيبوا بسبب تعرضهم لعامل الأعصاب. وهي نفس المادة العصبية والعضلية التي استخدمت ضد عائلة "سكريبال".
فقد تم اكتشاف رجل وامرأة يبلغان من العمر 40 عاماً على يد الشرطة البريطانية، في حالة غياب الوعي. وبعد نقل الزوجين إلى مستشفى محلي، قام الأطباء بتشخيص الوضع على أنه تسمم قوي بالمخدرات. ثم بدأوا في التأكيد على أن هذا نتيجة لمادة سامة غير معروفة. وقد وصفت وسائل الإعلام البريطانية ذلك بأنه حادثا كبيرا.
مع الأخذ بعين الاعتبار تاريخ حادثة سالزبوري، ربما افترض المراقبون الخبراء أن السبب وراء هذا الحادث هو ناتج عن مادة "نوفيتشوك" ليس فقط لأن الحادث وقع بعد حوالي 15 دقيقة من حادثة سالزبوري.
والحقيقة هي أنه بعد حادثة سكريبال التي أدت إلى الكثير من الضجة بعد سلسلة الانتقادات من قبل وزارة الخارجية الروسية، بدأت بعض وسائل الإعلام الغربية واعترافات الرئيس التشيكي "ميلوش زيمان" تتلاشى تدريجياً. وقد تم احتجاز الجاسوس الروسي السابق سكريبال وابنته جوليا كرهينتين، ولم يسمح للسفارة الروسية على الإطلاق بالتواصل مع مواطنيها الجرحى. والدليل الوحيد كان مقابلة جوليا على مراحل في شهر أيار، حيث ذكرت أنها غير راغبة في الاتصال بوزارة الخارجية الروسية.
وقد بذلت المؤسسة البريطانية بمساعدة وسائل الإعلام جهوداً لمنع هذا الموضوع من الانتشار. وذكرت صحيفة "ذا صن" بالتوازي مع التسمم في أميسبوري، "أن اثنين من المشتبه بهم غادروا المملكة المتحدة في الصباح التالي بعد محاولة القتل وهم الآن في حماية الرئيس فلاديمير بوتين".
ولاستكمال التاريخ، يبقى علينا أن نوجه أصابع الاتهام إلى روسيا. وأدركت لندن أن هناك أخبار مؤلمة بأن دونالد ترامب سيجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين. واحتشدت القيادة السويدية بشكل غير متوقع لمباريات منتخبها الوطني لكرة القدم لكرة القدم، رغم أنها كانت قد وعدت في السابق بمقاطعة كأس العالم 2018.
وفي الآونة الأخيرة حذرت بعض وسائل الإعلام الغربية أن الرئيس بوتين كان يُعد هجوماً خطيراً بعد نهائيات كأس العالم، قياساً على الأولمبياد في سوتشي. لسبب ما لا يسأل الخبراء الغربيون والصحفيون أنفسهم لماذا قد يفسد الكرملين الصورة الإيجابية التي اكتسبها خلال البطولة؟
توقيت الدبلوماسية والصراعات السياسية العسكرية مع الأحداث الرياضية هي طريقة بريطانيا وأمريكا، وأثبتت دورة الألعاب الأولمبية في بكين أنها غطاء مناسب لضربة الناتو في جورجيا، وأولمبياد سوتشي 2014 كان غطاءً لإعداد الميدان الأوروبي. ولكن على عكس تلك البطولات قرر البريطانيون هذه المرة ألا تكون الضربة لحلفاء روسيا، بل للكرملين نفسه.