عشرة أسباب للقاء ترامب وبوتين المقبل... 5 لصالح بوتين... و5 لترامب

01.07.2018

سيجتمع قائدي روسيا والولايات المتحدة في 16 تموز في هلسنكي، على أمل تحقيق أهداف مهمة.

وقد أدت الزيارة العملية لمستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إلى موسكو ومحادثاته مع القيادة الروسية يوم الأربعاء إلى النجاح المتوقع، فقد اتفق الطرفان على وقت ومكان الاجتماع بين الرئيسين بوتين وترامب.

كما تم رسمياً الإعلان عن الزمان والمكان، وهو 16 تموز في عاصمة فنلندا.

وكان عقد قمة مع بوتين ومحاولة التصالح مع روسيا أحد وعود ترامب الرئيسية التي لم يتم الوفاء بها حتى الآن. ومع ذلك منذ بداية الفترة الرئاسية لترامب، تتسم العلاقات بين واشنطن وموسكو بتراجع غير مسبوق، لم يُشهد مثله منذ الحرب الباردة. كان هذا طبعاً سبباً إضافياً لمقابلة بوتين، وحتى بوتين بدأ يلومه في هذا الشأن. 

ما سيتم مناقشته

نوقشت مسألة اجتماع القمة الروسية الأمريكية منذ فترة طويلة عبر القنوات المغلقة. والآن يتم تنسيق معايير القمة ووقتها. 

سيُعقد الاجتماع لعدة ساعات، في منتصف النهار. وسيكون هناك محادثة متقاربة، وربما بعض الأحداث البروتوكولية، على الأرجح فطور عمل ومؤتمر صحفي مشترك. وبالإضافة لذلك، يمكن أن يتفق الرئيسين على بيان مشترك يمكن أن يحدد الخطوات الإضافية للجانبيين في تحسين العلاقات الثنائية، سواء من حيث الأعمال المشتركة في الساحة الدولية أو من حيث ضمان الاستقرار والأمن الدوليين. 

المواضيع ذات الأولوية في جدول الأعمال الروسي الأمريكي هي الاستقرار الاستراتيجي، ومكافحة الإرهاب الدولي، والمشاكل الإقليمية، وحالات الصراع في العالم، واستئناف العلاقات الثنائية الطبيعية. 

طلب بوتين من بولتون في كلمته أن ينقل رسالة إلى ترامب: "إننا نرغب في النجاح ونأمل كل الخير". كما طلب منه أن يخبره بأنه يولي أهمية كبيرة لهذا الاجتماع ويستعد له". وسيناقش وزيرا خارجية البلدين – سيرغي لافروف ومايك بومبيو – اللمسات الأخيرة لهذه القمة قبل انعقادها مباشرةً. وسيكون لهذا الاجتماع أهمية كبيرة لكل من روسيا وأمريكا في الخطة الثنائية. 

ستكون القمة أولاً وقبل كل شيء، مهمة بالنسبة لكلا الرئيسين، وسيتم بعد ذلك تحليل جميع الاتفاقات التي توصل إليها ترامب وبوتين. 

يمكن أن يتم في هذا الاجتماع طرح مسألة إعادة روسيا إلى مجموعة الثمانية. كما يمكن أن يزور ترامب المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية، حيث سيحضره أيضاً رئيس الوزراء الياباني ووفد من كوريا الديمقراطية. كما ذكرت عدد من وسائل الإعلام أنه ربما سيشارك فيه كيم جونغ أون أيضاً. 

النجاح مضمون

على الرغم من أن ترامب وبوتين سيناقشان قضايا خطيرة للغاية في العديد من المناطق، فإن التناقضات بين روسيا والولايات المتحدة لا يمكن التغلب عليها، وإذا لم يستسلم أحد الطرفين فإن القمة الروسية الأمريكية محكوم عليها بالفشل. لذلك فمن المستحيل التشاجر في هذا الاجتماع. ويمكن التحدث وجهاً لوجه وتوقيع بيان، وتوضيح ما تحتاجه في المؤتمر الصحفي النهائي، ثم تفسير نتائج الاجتماع كما هو مطلوب. وبالتالي لا يمكن لأحد أن يخسر. 

خمسة أسباب تجعل بوتين يحتاج هذا الاجتماع 

هناك ما لا يقل عن خمسة أسباب تجعل بوتين يجتمع بسرور مع ترامب، حتى لو كان على دراية تامة بأن هناك فرصة ضئيلة للغاية لأن تكون الولايات المتحدة قادرة بالفعل على الاتفاق على شيء ما. 

أولاً: إن الاجتماع سيعقد في أوروبا دون شروط مسبقة مع الرئيس الأمريكي، الذي كان يسعى منذ فترة طويلة إلى عقد هذا الاجتماع، وهو بمثابة إثبات قوة روسيا للعالم كله. إنه اعتراف بأن كل ما قامت به روسيا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في مجال السياسة الخارجية، كان صحيحاً. 

ثانياً: العلاقات مع الولايات المتحدة، والاجتماعات الدورية الرفيعة المستوى، هي أمر تعلق عليه النخبة الروسية منذ العصور السوفيتية. فكانت هذه القمم محببة من قبل ستالين، خروشوف، بريجنيف، غورباتشوف ويلتسن. لذلك فإن هذا الاجتماع مهم جداً للهيبة الداخلية للحكومة الروسية.

ثالثاً: قمة ترامب مع بوتين هي إشارة إيجابية لأصدقاء روسيا في الخارج، الذين ليسوا مرتاحين لإظهار موقفهم الودي بشكل علني تجاهها بسبب الحملة العالمية لتشويه سمعتها، التي نظمها الغرب وبالدرجة الأولى واشنطن ولندن. فإذا اجتمع ترامب مع بوتين، وابتسموا لبعضهم بعض وتحدثوا عن السلام والتعاون، فلماذا لا يقوم الآخرون بذلك. وسيتم النظر إلى هذه القمة في إيطاليا وهنغاريا والنمسا والعديد من البلدان الأخرى على أنها دليل للعمل. ونفس الشيء سيحدث مع دول أكثر حذراً، وحتى المعادية لروسيا، سواء في أوروبا أو خارجها. من جهة أخرى تخشى الأوساط الحاكمة أن تتمكن واشنطن وموسكو من تطبيع العلاقات.

رابعاً: يوجه بوتين من خلال لقائه مع ترامب ضربة قوية للمصالح الجماعية للغرب، ويزيد من تفاقم الانشقاق في التحالف الأطلسي، ويؤدي إلى شرخ بين مؤيدي السياسة الحقيقة الغربيين الذين يدركون أنه من الغباء تجاهل واشنطن. 

خامساً: تضعف هذه القمة الولايات المتحدة داخلياً، لأنه سيتم توجيه الاتهامات لترامب حول العلاقات الروسية، كما ستولد غضباً في النخبة الحاكمة. فالكثير منهم يختلف معه حول العلاقات مع روسيا.

مخاوف وإشاعات

وكمثال على إمكانية أن يكون الاجتماع المعلن بين بوتين وترامب بالفعل ضربة للعالم الغربي هي المعلومات من صحيفة لندن تايمز حول مخاوف حكومة تيريزا ماي أن الاتفاقات المحتملة بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة سوف تقوض موقف الناتو مع أن بعض المناورات العسكرية بمشاركة الأمريكيين إلا أن ترامب يعترف بالقرم كجزء من روسيا، وسيبدأ بإلغاء العقوبات المعادية لروسيا. 

وكمثال على إمكانية قيام القمة مع بوتين بالتسبب بإثارة النزاع داخل النخبة الأمريكية هو النقد العلني لفكرة ترامب حول انضمام روسيا إلى مجموعة الثمانية من قبل رئيس مجلس الشيوخ "ميتش ماكونيل". ويعتقد هذا الجمهوري البارز أنه لا يمكن عرض هذا على موسكو وأنها لا تستحق. وإذا كان رد فعل الجمهوريين سلبياً على القمة، ثم الديمقراطيين فإن ذلك سيتسبب بنتائج سلبية على الولايات المتحدة. 

خمسة أسباب وراء حاجة ترامب لهذه القمة 

هناك خمسة أسباب على الأقل وراء حاجة ترامب إلى القمة الروسية الأمريكية. 

أولاً: سيؤكد الرئيس ترامب أنه رجل ملتزم بكلامه، فقد قال إنه يجب أن يجتمع مع بوتين، وإنه من الضروري التوفيق والتنسيق مع روسيا وسيفعل ذلك.

ثانياً: يثبت ترامب للجمهور المحلي والدولي أنه ليس رئيساً بأيدي الكونغرس. وإنه السيد الأساسي للبيت الأبيض. وهو مستقل داخلياً عن آراء وأحكام واشنطن ووسائل الإعلام. كما لديه تعاطفاً سرياً بسبب اتساع الروح الروسية. 

ثالثاً: يبدو أن ترامب يريد أن يترك أثراً إيجابياً لدى الأمريكيين عشية انتخابات منتصف المدة ذي الأهمية البالغة له ولحزبه في خريف هذا العام. وخاصةً بعد القمة الناجحة في سنغافورة مع زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، على أمل أن يستمر سحر هذه الاتفاقيات فترة من الزمن، وهذا سيكون كافياً ليبقى في البيت الأبيض. 

رابعاً: يمكن لترامب وفريقه أن يتوقعوا تماماً، بعد أن وصلوا إلى اتفاق مع روسيا وحتى توقيع بعض الاتفاقيات، أن بإمكانهم الحصول على شيء مجاني. وبما ان روسيا متشددة جداً في مثل هذه الأمور فإنها ستنفذ بسرعة، كما حدث أكثر من مرة في سوريا. ويجب أن نعترف أن هناك خطراً، لأن ترامب – على عكس بوتين – ليس ملكاً في الولايات المتحدة، حيث أنه غالباً ما يكون مجرد سلطة نهائية رسمية بحتة. يمكنه يعد بشيء ولكن لا يمكنه أن يفعل. 

خامساً وأخيراً: ترامب يريد فقط أن يرتفع من خلال الاجتماع مع رئيس قوة عظيمة، وأنه يوجه ضربة لمنتقديه الكثيرين.