رسالة للناتو: تفوقوا على البرد ومن ثم واجهوا روسيا

17.04.2019

كشفت صحيفة " نيويورك تايمز"، أن الناتو، قام بتنفيذ عملية" نانوك نونالوت" في كندا قبل فترة، ردا على تعزيز روسيا لتواجدها في منطقة القطب الشمالي.

وذكرت الصحيفة في مقالة لها، حول هذا الموضوع، أن جنود الحلف، اقتنعوا من التجربة الشخصية، أن البرد الجليدي، أكبر عدو في الشمال الأقصى، وليس جنود العدو حتى لو كانوا يحملون أحدث الأسلحة".

وأشارت إلى أن، ذوبان الجليد في القطب الشمالي يؤدي إلى اختفاء "الحاجز الذي لا يمكن اختراقه". ونتيجة لهذه التغيرات المناخية، وجدت روسيا نفسها عند "أبواب" كندا، لقد اختفى الآن مفهوم "حصن أمريكا الشمالية" ، الذي ظل لفترة طويلة، يهدئ بال الاستراتيجيين العسكريين الغربيين. ونظرا لجدية الوضع، يحاول الناتو على عجل اللحاق بروسيا في أقصى شمال العالم.

وذكّرت الصحيفة، بأن المئات من عناصر الناتو، من فرنسا والنرويج وفنلندا والسويد وكندا، شاركوا في الشهر الماضي ، في تدريبات " نانوك نونالوت"، التي هدفت بشكل اساسي، لمساعدة قوات التحالف على مقارعة روسيا في مجال الاستعداد القتالي في ظروف البرد القارس جدا.

ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين في الناتو، أن روسيا عززت تواجدها العسكري في منطقة القطب الشمالي، وزادت من أسطول كاسحات الجليد ونشرت الرادارات الحديثة والمنظومات الصاروخية المضادة للسفن ووسائط الدفاع الجوي الحديثة، في المنطقة.

وتذكرنا الصحيفة، بأن موسكو، تحاول تثبيت حقها في منطقة القطب الشمالي، ففي عام 2007 ، أرسلت غواصتين صغيرتين إلى أعماق المياه المتجلدة هناك، لتثبيت علم روسيا الوطني، المصنوع من سبائك التيتانيوم. ورغم مرور 12 سنة ، لكن هذه التصرف، لا يزال يثير الاستياء بين الضباط الكنديين.

وتقول الصحيفة، إن 20% من الناتج المحلي الإجمالي الروسي يأتي من القطب الشمالي - من خلال الثروات الباطنية أو من حركة الملاحة البحرية، في حين يبلغ هذا المؤشر بالنسبة للولايات المتحدة أقل من 1 ٪ . وأشارت الصحيفة، إلى أن القوات الخاصة الروسية، تتدرب على التصدي للخصم المفترض في المنطقة.

وفي المنتدى الدولي للقطب الشمالي مؤخرا، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين عن برنامج واسع النطاق يتضمن بناء موانئ جديدة ومواقع البنية التحتية اللازمة لتعزيز روسيا في أقصى الشمال. وقال سيرغي لافروف ، وزير الخارجية الروسي الذي كان حاضراً في نفس الحدث : "لا نرى موضوعا واحدا في القطب الشمالي يتطلب اهتمام الناتو".

وتعود الصحيفة، إلى موضوع مناورات الناتو، المذكورة أعلاه، وتقول إنه تم إنزال قوة الناتو في أقصى الشمال، حيث لا تنمو الأشجار، وحيث يسود اللون الأبيض في كل شيء- الثلج الأبيض  يندمج مع السماء البيضاء، والبحر الابيض مع الأرض البيضاء.

ونقلت الصحيفة عن المقدم آرون ويليامز، قائد الكتيبة الأولى من الفوج الملكي الكندي: "كنت أظن أنني أعرف ما هو الشتاء الحقيقي. لكن عندما جئت إلى هنا، أدركت أنه ليس لدي أي فكرة عنه".

وقال، إنه حاول إقناع مرؤوسيه بأنه خلال في حرب القطب الشمالي، سيكون الطقس هو الخطر الأكبر. وأضاف: "من المستحيل القتال في أي مكان إذا كنت لا تستطيع البقاء على قيد الحياة من البرد".