قبائل دير الزور... مرحلة فارقة في مسار الحرب السورية
اليوم تتجه سورية نحو نافذة الحسم، لتبعث برسائلها المبشرة بالأمان لمدينة دير الزور التي صنعت من عزيمتها عنواناً بارزاً سيتحدث عنها التاريخ والأجيال على مر الزمن وهي تقاوم أمريكا وأدواتها ومرتزقتها ، حيث أعلنت قبيلة العكيدات التي قاتلت بقدراتها الذاتية وهمّة وكرم وتضحية أبنائها تشكيل مجلس عسكري للقبيلة لمواجهة المحتل الأمريكي وأدواته في البادية السورية، والبدء بالمقاومة الشعبية لطرد الوجود الأمريكي من الجغرافيا السورية، وعلى خطى هذا الإعلان ستتمكن دير الزور من الالتحاق بركب النصر والتحرر، وهو ما يسعى لأجله الجيش السوري خلال الأيام القليلة القادمة.
على ما يبدو يعد هذا البيان بمثابة إعلان حرب شعبية على الوجود الأميركي وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، مدعومة بشكل غير مباشر من الحكومة السورية، من خلال التأكيد على التنسيق مع الجيش السوري في أي عمليات عسكرية ضد الأميركيين والتي ستكون نكسة للقوى المتطرفة وللسياسة الأمريكية التي تحاول السيطرة على الثروات النفطية في المنطقة.
تتابع واشنطن عن كثب هذه التطورات، وقد شكلت الجهات الأمنية والإستخباراتية في البيت الأبيض فرق متابعة لرصدها، الأمر الذي يلوح بمدى أهمية هذه المنطقة بالنسبة لواشنطن، لذلك تبدو التحديات التي ستواجهها سورية كبيرة خلال هذا العام، محاطة بسلسلة من الاغتيالات لتصفية الشخصيات العشائرية المناهضة لها والتي لمست فيها رفضاَ صارخاً لممارساتها ومواقفهاً يمكن أن تؤثر على سيطرتها، لذلك شكلت عملية الاغتيالات ، نقطة تحول فارقة في موقع العشائر في المنطقة الشرقية، و بات واضحاً موقف العشائر الرافض للاحتلال الأمريكي وعصاباته في تلك المنطقة.
وبالعودة إلى الصورة القاتمة لبلدنا التي لا يمكن أن ترغمنا على الخنوع والقبول بالأمر الواقع والسؤال الذي يفرض نفسه الآن بعد أن وصلت الأوضاع إلى هذا الحد من الانقسام والتمزق على كل المستويات، هو: أين الحل؟
إنني أجزم أن هناك حلاً وحيداً لكل هذا التخبط الذي نحن فيه، هو الخوض في صفحة جديدة من المنازلة وهي دعوة جميع أبناء القبائل والعشائر العربية إلى الوقوف في صف واحد وإعلان الموقف الرافض لممارسات قوات التحالف الدولي و"قسد" المستمرة بحق أهلهم وما تقوم به من تسلط وعمليات اعتقال وقمع وملاحقة لكل من يرفض الانصياع وتنفيذ أوامرها، للتحرر والخلاص.
بالتالي إن ارتفاع منسوب التدخل الأمريكي في هذه المنطقة، وبالذات في الجزيرة السورية، يهدف إلى استمرار الفلتان الأمني فيها، وأبعادها عن أي جهد يعيدها إلى حضن الدولة السورية، ويفتح المنطقة أمام صراعات بين القبائل بحسب ولائها السياسي، ويطيل أمد الحرب المفروضة على سورية.
وفي هذا الإطار سورية صامدة بعد أن أغلقت الأبواب بإحكام وأبقت على فتحات إستنزاف الاحتلال الأمريكي وحلفاؤه، وهنا يمكن القول إن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه، لذلك فإن الأيام المقبلة حاسمة، خاصة في الميدان الذي يميل لمصلحة القبائل العربية إلى جانب الجيش السوري الذين حسموا أمرهم في التصدي للعدوان ومواصلة القتال حتى تحقيق النصر الذي يُبنى على نتائجه الكثير في المشهد الإقليمي والدولي.
مجملاً... إن دير الزور ما بين إنتصار وإنتصار، وأن أمريكا وأدواتها خُدعوا حين أعتقدوا أن هذه المدينة سهلة...بل كان العكس تماماً فأمريكا اليوم مصدومة ومرعوبة من قوة وشراسة رجال القبائل والجيش السوري الذين قضوا على آمالهم وحولوها إلى كابوس مفزع، كل ذلك يؤكد بان دير الزور اليوم ترسم ملامح العزة والكرامة رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدها وأن خطاب النصر النهائي الذي سيعلنه القائد العام للجيش والقوات المسلحة بات قريباً، وأن معارك التحالف الدولي بقيادة أميركا باتت نهايتها قريبة على اقل تقدير في سورية.