ننائج الاجتماع الرابع للحوار الاستراتيجي الروسي-الخليجي في موسكو

27.05.2016

اختتم الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا، في مدينة موسكو، يوم الخميس، بتأكيد الجانبين على "استمرار التعاون في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية".

وحضر الاجتماع من الجانب الروسي، وزير الخارجية، سيرغي لافروف، فيما حضر من  جانب مجلس التعاون الخليجي وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، ووزراء خارجية في دول مجلس التعاون، والأمين العام لمجلس التعاون، عبداللطيف بن راشد الزياني.

وبحسب بيان صدر عقب اللقاء، أكد المجتمعون "عزمهم على تطوير وتقوية علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين في المجالات كافة، مشيدين بآلية التعاون الحالية في إطار الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون بهذا الشأن".

واتفق الجانبان على "استمرار التعاون في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية".

وأكد الوزراء "اتفاقهم على مكافحة الإرهاب والعمل معاً لمنع ودحر الأعمال الإرهابية، من خلال التعاون الدولي، والاعتراف الكامل بالدور المركزي الذي تلعبه الأمم المتحدة"، وعبروا عن إدانتهم لـ"الإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره".

كما رحبوا بـ"تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، كما دعموا التنسيق بين روسيا الاتحادية والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)".

وأشاد الوزراء ببدء التنفيذ الفعلي لخطة العمل المشتركة الشاملة، والتي تم إقرارها في 14 يوليو/تموز 2015، في مدينة فيينا، والتي تهدف إلى تسوية نهائية للقضية النووية الإيرانية"، مؤكدين على "أهمية أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل".

وشددوا على "ضرورة الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها واستقرارها، وأهمية التوصل إلى حل سياسي للمشكلة يحافظ على حياة السوريين، ويؤدي إلى وقف الأعمال العدائية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والاتفاقات التي أقرتها مجموعة دعم سورية الدولية".

ودعوا إلى "ضرورة وقف الأعمال العدائية، والتمييز بين المعارضة المعتدلة من جهة، والمنظمات الإرهابية - تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" وجماعات إرهابية أخرى يحددها مجلس الأمن"، مذكرين بضرورة "إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان والمدنيين في جميع أنحاء سورية".

ورحب الوزراء، كذلك، بوقف العمليات القتالية في اليمن، مناشدين كافة الأطراف اليمنية الالتزام به. وعبروا عن استمرار دعمهم القوي لجهود المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مشددين على أهمية تحقيق تقدم في مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة والتي تستضيفها دولة الكويت حاليا.

وشددوا على أهمية أن "تكون العلاقات بين دول مجلس التعاون وجمهورية إيران الإسلامية قائمة على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

كما أكدوا على "أهمية الالتزام باحترام استقلال العراق وسيادته وسلامة أراضيه، واستقراره السياسي، ووحدته الوطنية، رافضين التدخل في شؤونه الداخلية".

وفي الشأن الليبي، أبدى الوزراء "التزامهم بوحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها وفقا لمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية". وأعربوا "عن قلقهم العميق من تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في البلاد".

واتفق المجتمعون أيضاً على أنه على الرغم من وجود صراعات أخرى في المنطقة، إلا أن تسوية الصراع العربي الإسرائيلي يجب أن تظل من ضمن أهم الأولويات، مؤكدين على السعي إلى تحقيق تسوية شاملة وعادلة ودائمة للصراع مبنية على الأسس القانونية المستقرة، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادئ مدريد، ومبادرة السلام العربية.

وشددوا على ضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتماسكة جغرافيا، وتتمتع بالسيادة الكاملة على أساس حدود 1967وعاصمتها القدس الشرقية. وحث الوزراء جميع الأطراف الفلسطينية على تكثيف جهودهم من أجل تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية على أساس مبادئ منظمة التحرير الفلسطينية.

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه خلال الحوار الاستراتيجي "أكدنا على حل مشاكل الشرق الأوسط استناداً إلى الشرعية الدولية"، مواصلاً بأن بلاده "تدعم جهود حل الأزمة السورية على أساس قرارات مجلس الأمن ومجموعة دعم سورية"، مشيراً إلى "أنه يجب دفع الأطراف السورية للجلوس إلى طاولة الحوار قبل تحديد موعد بدء المرحلة الانتقالية".

وكشف سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بنظيره السعودي عادل الجبير، عقب انتهاء الاجتماع الوزاري، أن "واشنطن قد وعدت في مجموعة الدعم الدولية لسورية بالتوصل إلى فك الارتباط بين القوى الوطنية للمعارضة السورية وبين الإرهابيين"، مضيفا "تواجد قوى المعارضة السورية الوطنية في أماكن تواجد الإرهابيين يعرقل غاراتنا"، مؤكدا على أن "الشعب السوري هو من سيقرر مصير بلاده".

وأشار لافروف إلى ضرورة "موقف موحد حول ضرورة مكافحة الإرهاب الدولي"، موضحا أن موسكو "ترحب بتشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي أعلنت عنه السعودية".

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي أن "اجتماعات الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون وروسيا كانت بناءة"، مردفاً بأنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون "بين دول الخليج وروسيا في مجالات التجارة والطاقة والدفاع".

وفيما يتعلق بالملف السوري، كشف الجبير أن اللقاء "أكد على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية وتثبيت وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات

وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي، عبرت لموسكو عن "قلقها" من إيران، مشيراً في الوقت ذاته إلى كون دول الخليج، تعتبر أن "روسيا تضطلع بدور إيجابي فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب خصوصاً في اليمن وليبيا والعراق".

وأكد الجبير أنّ "هناك توافقاً مع روسيا في محاربة الإرهاب"، وأن بلاده تتطلع للتشاور معها في القضايا الخلافية بشأن سورية واليمن وإيران، مؤكداً حرص المملكة السعودية على تعزيز أفضل العلاقات مع روسيا في كل المجالات.

لافروف من جهته، قال إنه يأمل بتحقيق دفع جديد وقوي للعلاقات بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي.

وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت على لسان المتحدثة الرسمية باسمها، ماريا زاخاروفا، يوم 19 مايو/أيار، أن "روسيا تدعم بشكلٍ ممنهج تكثيف العلاقات في مختلف المجالات مع الدول العربية من منطقة الخليج، على كل من المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف".

وأشارت زاخاروفا، إلى أن روسيا تسعى إلى حوار سياسي مكثف مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، يشمل العمليات الأكثر تعقيدا، التي يمر بها العالم وخاصة المنطقة الخليجية، مشددةً على أن المشاركين في الاجتماع بموسكو سيبدون "اهتماما خاصا ببحث قضية تسوية النزاعات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وخلق المقدمات لانتقال المنطقة من مرحلة الأزمة المستمرة إلى الاستقرار والتنمية المطردة بالإضافة إلى ضمان الأمن الوثيق في أراضي الخليج العربي".

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن موسكو تولي أهمية بالغة لتعميق التنسيق بين الدول في مجال مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف ووضع حد لتحديات وتهديدات أخرى في المنطقة وإقامة الحوار بين المذاهب الدينية وبين الحضارات.

من جهة أخرى، قالت زاخاروفا: إن تطوير التعاون الاقتصادي التجاري وتعزيز العلاقات في مجال الاستثمار من المسائل ذات الأولوية في الاجتماع المرتقب في العاصمة الروسية، حيث يظهر الاقتصاد الروسي اهتمامه المتزايد بالمشاركة في المشاريع الكبيرة التي يتم وضعها وتحقيقها في دول الخليج.

وأوضحت أن الجانبين يعتبران قطاعات النفط والغاز والمال والطاقة والنقل، فضلا عن استعمال التكنولوجيا الروسية المتطورة، بما فيها في مجالات "اليورانيوم السلمي" والفضاء والسياحة والثقافة والمجال الإنساني؛ من القطاعات الواعدة بصورة خاصة.