موسكو وواشنطن .. صراع أم انسجام؟

12.05.2017

اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف في 10 أيار/مايو مع وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون والرئيس دونالد ترامب، وناقش معهم القضايا المتعلقة بالتعاون، وخاصة في سوريا. وفى مؤتمره الصحفي أكد لافروف أن رئيسي الدولتين سيتفابلان هنا وجها لوجه في بداية تموز/يوليو.
كانت زيارة سيرجي لافروف إلى واشنطن ردا على زيارة ريكس تيلرسون إلى موسكو في 11 أبريل / نيسان. وكان وزير الخارجية الأمريكي قد التقى أولا لافروف قبل لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين. وفي 10 ايار / مايو، عاد لافروف لإجراء محادثات مع نظيره الاميركي ثم لقاء دونالد ترامب.
وفي مقابلة مع كازيتا- روسيا، أكد المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي أندريه كورتونوف أن الاجتماع بين ترامب و لافروف لم يكن مجرد لفتة مهذبة. وأضاف "بغض النظر عن أهمية دور وزير الخارجية فان السياسة الخارجية للولايات المتحدة يضعها الرئيس، وأعتقد أن ترامب كان لديه رسالة معينة لبوتين يريد إرسالها شخصيا من خلال لافروف".

يلتقي الرؤساء في هامبورغ
استغرقت المحادثات بين لافروف وترامب 40 دقيقة، ومن النقاط الرئيسية التي أكدها وزير الخارجية الروسي خلال المؤتمر الصحفي تأكيده على الموعد التقريبي لاجتماع بوتين الشخصب الأول مع ترامب. ومن المقرر أن يجتمع الرئيسان خلال قمة مجموعة العشرين خلال الايام العشرة الاولى من تموز/يوليو.
وأكد لافروف أنه قبل الاجتماع بين رؤساء الدول من الضروري وضع اللمسات الأخيرة على عدة قضايا، وخاصة سوريا، من أجل إعداد "نتائج ملموسة ". وأضاف أن هذا ما سيفعله مع تيلرسون.

"هل أطلقت النار عليه؟ أنت تمزح!'
خلال المؤتمر الصحفي حاول الصحفيون الامريكيون معرفة ما اذا كانت إقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومى ستؤثر على العلاقات الروسية الامريكية (بعض وسائل الاعلام الامريكية تربط رحيله بتحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي حول التدخل المزعوم لموسكو في الانتخابات الرئاسية). وقبل الاجتماع مع تيلرسون استخدم لافروف نكتة لفظية ممتعة مع الصحافة من خلال استعمال معنى آخر للكلمة الانكليزية "fired" التي تعني "فُصِل" أو أطلقت النار عليه: "هل أطلقت النار عليه؟ أنت تمزح!"

في مساء يوم 10 أيار/ مايو، قال بوتين (عندما كان على وشك أن يلعب في مباراة الهوكي للهواة) إن فصل كومي هو قضية أميركا الداخلية وروسيا لا علاقة لها به، ردا على سؤال من أحد صحفيي CBSN، كما رفض لافروف مناقشة الشائعات حول التدخل المزعوم لروسيا في الانتخابات الامريكية مشيرا الى أنها "عربدة" بعيدة عن الواقع.
وقارن بين إدارة ترامب مع رئاسة باراك أوباما، وأكد لافروف أنه مع إدارة ترامب، تحررت العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة من النظرة الايديولوجية: "فترامب وإدارته رجال أعمال يريدون التوصل إلى اتفاقات".

سوريا وغيرها من القضايا
خصص لافروف معظم وقت المؤتمر الصحفي للقضية السورية مؤكدا أن واشنطن يمكن أن تساهم في تشكيل مناطق تخفيف التوتر في البلاد. وذكر الصحفيين بأن روسيا والولايات المتحدة لديهما تفاهم متبادل حول موقع المناطق وكيفية عملها. موسكو و واشنطن، وفقا للوزير لافروف، على استعداد للتعاون بشأن القضية السورية. وقال "بالنسبة للولايات المتحدة فإن الأهم هو هزيمة الارهاب، ونحن هنا ننسجم معهم تماما".
ولم يناقش لافروف وترامب العقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها إدارة أوباما على روسيا في ديسمبر 2016. وفي الوقت نفسه، أضاف لافروف أن واشنطن تدرك أن الاستيلاء على ممتلكات الدبلوماسيين الروس كان خطأ.
وقال ترامب إنه مسرور بالاجتماع وأعرب عن أمله بأن تتحسن العلاقات بين البلدين. وقال بيان صادر عن البيت الابيض إنه على "روسيا أن تكبح جماح سوريا وايران. وأضاف البيان "انه أثار أيضا إمكانية توسيع التعاون حول حل النزاعات في الشرق الاوسط وغيرها".